250

صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

ژانرونه

مولده ونشأته

ولد حضرة الأستاذ المترجم له في 5 ذي القعدة سنة 1288ه ببلدة برقين من أعمال مركز السنبلاوين بمديرية الدقهلية، وكان أبوه المرحوم السيد باشا علي رجلا ذا مواهب فطرية في قوة المراس والذكاء، ومكارم الأخلاق، وعزة النفس، وعفة اليد والقلب واللسان والنزاهة والصدق وما كان لأحد عليه فضل في ذلك سوى نفسه وتربية زمنه، فنشأ الأستاذ لطفي بك على هذه الخلال المرضية من طريق الموهبة الوراثية، ثم زاد عليها ما اكتسبته نفسه أو ما لقنه العلم الذي تلقاه في معاهده.

دخل الأستاذ في أول عهده مكتب برقين، ومنه انتقل إلى مدرسة المنصورة الأميرية، ومنها إلى المدرسة الخديوية بمصر فمدرسة الحقوق سنة 1889، ومنها تخرج حاملا «الليسانس» في أقل من سنواتها المدرسية، ولا يمكننا أن نقول: إنه انقطع بعد ذلك عن المدارس فلقد كانت له من نفسه مدرسة أخرى بما طالعه من مختلف الكتب في أنواع العلوم والفنون باللغتين العربية والفرنسية.

وعلى أن المترجم له ولد في بيت مجد وربي في معاهد علم ونشأ في كفالة أب ذكي مدرب - وهذه كلها أسس صالحة لبنيان الرجال - ولكنه كان ولنفسه أيضا على نفسه نشأة أخرى جعلت له ذاتية من صنع يديه، فكأنه وهو الناشئ في خير التقاليد الموروثة أبى إلا أن يكون ابن نفسه أو نسيج وحده كما ضرب المثل.

وظائفه وأعماله

قبل أن نذكر شيئا من الوظائف التي تولاها والأعمال الجليلة التي باشرها، نأتي هنا بطرف من أخلاق نفسه التي كانت هي قوام أعماله.

فالرجل نقادة يقدر الرجال بنظره، ذكي يعرف ما وراء الحديث بكلمة، أبي يهون كل شيء في سبيل كرامته، سخي ليس لنفسه ما ملكت يده، حيي للمستضعفين مصعر خده للمستكبرين.

ولو أن للطفرة مجالا لكان آخر ما تولاه من المناصب هو أول ما كان له في بدء حياته العملية، ولكن الأمور مرهونة بأوقاتها.

فما تخرج الأستاذ من مدرسة الحقوق سنة 1895 حتى تعين عضوا بالنيابة، فمساعدا فيها ببني سويف فالفيوم سنة 1896م، ثم صار وكيلا لها في ميت غمر سنة 1901 فنائبا للفيوم سنة 1904م، وفي سنة 1906م استقال من الحكومة واشتغل بالمحاماة إلى سنة 1908.

فهذه السنوات التي مضاها في الحقوق فالنيابة فالمحاماة قد أكسبته فوق مقدرته الشخصية، ومطالعاته الخاصة خبرة قضائية جعلته من صفوة رجال القانون والتشريع.

ناپیژندل شوی مخ