248

صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

ژانرونه

كلمة المؤرخ

يحق لنا أن نأسف شديد الأسف لحرمان الحكومة والأمة معا من خدمات هذا الشهم الإداري الحازم، الذي لزم عقر الدار وهو في مقتبل الشباب وزهرة العمر، لا لجريمة ارتكبها، إنما هي الغايات والحزازات قضت بإبعاده من أعماله الحكومية، وأوجبت إحالته على المعاش دون أن يبلغ السن القانونية، فلقد كان صاحب الترجمة في كل أدوار حياته مثالا للنزاهة والجد والإقدام والكفاءة الشخصية، ولم يضره سوى كبير وطنيته وقوام مبدئه وثقته بالزعيم الجليل صاحب الدولة سعد زغلول باشا. وإن الأمة المصرية على بكرة أبيها لن تنسى له تلك الخدمات الشريفة التي أداها بكل شمم لخدمة الوطن المفدى، وهو إن ابتعد عن مركزه الحكومي فله في قلب كل مصري المقام السامي والمركز اللائق بشهامته وغيرته الوطنية.

حضرة صاحب العزة الشهم الإداري حسين بك وهبي باشمفتش النظام بوزارة الداخلية سابقا.

مولده ونشأته

الدنيا جنة أغصانها النشء، وثمار تلك الأغصان أعمال رجالها المجدين، هذا الشهم أثيل المجد عريق المحتد حسين بك وهبي أينع غصن في شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فهو سليل عائلة عربية كريمة في مصر شب على الأدب والفضل والاستقامة، ودخل المدارس الابتدائية فالثانوية وتربى على الآداب الإسلامية العالية فتراه لا يفوته فرض من فروض الصلاة، وقد صبت نفسه العالية منذ الصغر إلى الجندية ومفاخرها، فدخل المدرسة العسكرية وخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1893م، وكان عمره في ذاك الحين ثمانية عشرة عاما وانضم إلى فرقة السواري.

أعماله في السودان

وذهب إلى السودان بقيادة إرل كتشنر سردار الجيش المصري وقتئذ لمحاربة المهدويين، وتطهير السودان من الفوضى التي عمت ربوعه، وأبدى من البسالة والشجاعة والذكاء ما أعجب المرحوم إرل كتشنر به، وأثنى عليه غير مرة بنشرات رسمية، وعندما انتهت هذه الحرب الشعواء كان اسم الملازم الثاني حسين أفندي وهبي في مقدمة أسماء الضباط الشجعان في هاتيك الحرب، ونال وقتئذ مكافأة على بسالته وشجاعته حيث منح الوسام المجيدي العالي الشأن وكذا ميدالية الحرب السودانية.

وعندما ساد السلام في السودان واستتب الأمن بين ربوعه كان صاحب الترجمة في جملة الضباط والشجعان، الذين اختارهم المرحوم كتشنر بفراسته المعهودة لإدارة البلاد وحكمها وتجديدها، فتولى حضرته عدة وظائف قام بها خير قيام مما أكسبه رضاء وثناء المرحوم إرل كتشنر، وخلفه الجنرال ريجينلد وينجت حاكم السودان العام السابق الذي كان كثير العطف على صاحب الترجمة، وأخذ يطريه ويمتدحه مدحا جزيلا كلما ذكر أسماء الضباط الذين خدموا بمعيته في تجديد السودان، وما انفك السير وينجت يثني عليه ويذكره بالخير إلى أن غادر الديار المصرية.

صاحب العزة حسين بك وهبي وهو بالبدلة الرسمية.

ترقياته العسكرية

ناپیژندل شوی مخ