صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې

زکی فهمی d. 1350 AH
224

صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

ژانرونه

سوى أن نقوم بترك الأثر

يزول الأنام ويبقى الكلام

وما الناس في الدهر إلا سير

أسكب الحق تعالى على جدثه شآبيب الرحمة والغفران، وجزاه خيرا بعدد حسناته العديدة التي لا تعد ولا تحصى، وأن يشمل مصر الحزينة وأبنائها الصبر والسلوان، وأن يكثر من أمثاله النبلاء في شبابها الناهض، حتى يقوم بسد هذا الفراغ الشاسع الذي خلفه هذا الراحل الجليل بعد مماته.

ترجمة العالم الأثري الجليل نابغة مصر المغفور له أحمد باشا كمال

مولده ونشأته

ولد أحمد كمال باشا العلامة الأثري الشهير نابغة زمانه في القاهرة عام 1267ه، من أبوين شريفين طاهرين غذياه بلبان الأدب والعلم الصحيح حتى إذا ما بلغ الثانية عشرة دخل مدرسة المبتديان بالعباسية سنة 1280، وانتقل منها عام 1284ه إلى المدرسة التجهيزية، وبعد عامين دخل مدرسة اللسان المصري القديم، وتلقى دروس اللغة الهيروغليفية وفن الآثار على الأستاذ بروكش باشا الأثري الألماني الشهير، وبعد أن أتم الدراسة تقلد وظائف عدة لم تدخل في دائرة العلم الذي أوقف نفسه لتحصيله، ويرجع ذلك إلى تعصيب الإفرنج وعدم ميلهم إلى رؤية مصري ينافسهم في دراسة الآثار المصرية، حتى تبقى أثار البلاد كأنها محتكرة في أيديهم، غير أن هذا الفقيد العظيم تمكن بفضل دهائه وحنكته، ووفرة علمه من الدخول في المتحف المصري بوظيفة «أمين مساعد حوالي عام 1873م»، وذلك أنه تمكن من الدخول في المتحف بصفته كاتب للمدير مريت، فأراد المدير أن يمتحنه في الآثار فأظهر المترجم له جهلا عمديا حتى تمكن من استلام وظيفته، وإن تكن فنية إلا أنها كانت بالمتحف، وبعد عدة سنين أرادت الحكومة الإنجليزية أن تدخل أحد العلماء الإنجليز وتدفع هي ماهيته، فاعترض المدير على ذلك وقال: لماذا ندخل أجنبيا إذا كان عندنا المصري الكفء؟ فأصبح بذلك كمال باشا فنيا أي: أمين مساعد؛ لأن وظيفة أمين أصبحت وظيفة إنجليزية. ومن أبحاثه العلمية النفيسة ما نشرته مجلة المقتطف بالمجلد التاسع والخمسين بالجزء الثالث تحت عنوان «بحث لغوي» في براءة القرآن الشريف عن بعض الألفاظ الأعجمية قال رحمه الله:

قد وفقني الله إلى تمهيد السبيل المؤدي إلى ذلك أي: إلى إرجاع كل كلمة إلى أصلها وتدوين قاموس اللغة تدوينا مؤسسا على أصول ثابتة تظهر اللغة بمظاهرها الحقيقية، والذي حملني على ذلك ما ظهر من نقوش قديمة محفورة على جدران معبد الدير البحري في طيبة الغربية وإزاء الأقصر من الغرب، تدل على أن المصريين القدماء أرادوا تخليد ذكر أصلهم، فأثبتوه بالحفر على آثارهم قائلين إن أجدادهم يدعون الأعناء «جمع عنو» أي أنهم أقوام من قبائل شتى اجتمعوا في وادي النيل وأسسوا فيه مدنا كثيرة، منها مدينة عين شمس، ويقال لها بالمصرية: العين البحرية ومنها العين الجنوبية وهي أرمنت، ومنها العين التي سميت فيما بعد دندرة، ولما نموا وكثروا تفرقوا في الجهات المجاورة لوادي النيل، ففريق منهم وهو المعروف باسم أعناء الحنو أو اللوبيين توجهوا إلى بلاد القيروان وتونس والجزائر وسكنوا فيها، وفريق آخر يسمي أعناء المنتو هاجر إلى بلاد الصومال واجتاز البحر الأحمر إلى بلاد العرب وانتشر ممتدا إلى فلسطين، وفريق ثالث يسمى أعناء اليتو سكنوا القسم الجنوبي من مصر حيث جنادل النيل، وفريق رابع يقال له: أعناء الكنوز وهم من أهل النوبة.

العالم الأثري الجليل نابغة مصر المغفور له أحمد باشا كمال أمين شرف المتحف المصري.

وهكذا إلى أن قال :

ناپیژندل شوی مخ