صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې

زکی فهمی d. 1350 AH
165

صفوة العصر په تاریخ او ورسوم مشهور رجال مصر کې

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

ژانرونه

مقدمة وجيزة للمؤرخ

حضرة صاحب المعالي الوزير الجليل عزيز عزت باشا.

خصت الحكومة المصرية أفرادا من رجالها الأكفاء بتمثيلها في الخارج، وراعت في ذلك اختيار هؤلاء الممثلين من عظماء الأمة، الذين اشتهروا بالعلم الغزير والفضل والنبل والمكانة السامية فكان من نصيب حضرة صاحب المعالي الجليل عزيز عزت باشا صاحب هذه الترجمة، أن يكون سفيرا ووزيرا مفوضا لدى حكومة بريطانيا العظمى، وقد وقع هذا الاختيار أحسن وقع لدى عموم المصريين لما لمعاليه من الميزات العالية، والصفات النادرة، وقد برهن عقب تقلده هذا المنصب السامي على قدرته السياسية، فكم خطب في القوم هنالك مبينا لهم ما لمصر من الحقوق، وما عليه المصريون من الكرم والعطف على الأجانب، فكان لخطبه هذه تأثير عظيم في المقامات الرسمية، وكانت أكثر الجرائد الإنجليزية الكبرى تعلق عليها منوهة بما لهذا الخطيب من المقدرة العلمية، والكفاءة العالية في الشؤون السياسية والمقامات الاجتماعية، وإنا نسطر بقلم الفخر تاريخ هذا السياسي القدير والمصري الصميم، سائلين الحق تعالى أن يكثر بين عظماء الأمة من أمثال معاليه؛ لتنال مصر مركزها السامي الذي يليق بها بين الممالك المتمدينة، وتحظى بأمنيتها وليس ذلك على الله والعاملين المجاهدين بعسير.

مولده ونشأته

ولد معاليه في القاهرة سنة 1869 من أبوين شريفين حسبا ونسبا، فوالده هو المرحوم طيب الذكر خالد الأثر عبد الله باشا عزت رئيس مجلس الأحكام العسكرية في عهد المغفور له الخديوي إسماعيل بن محمود بك ، ناظر الحربية في عهد ساكن الجنان محمد علي الكبير.

تلقى معاليه علومه منذ نشأته على أساتذة أخصائيين، ودرس من اللغات الغربية والتركية والفرنسية والإنجليزية، فكان مثال الذكاء والنشاط، ومن ثم التحق بكلية كمبريدج في إنجلترا فأتقن فيها اللغة الإنجليزية، وبعد أن تمم دراسته فيها التحق بمدرسة ويلدج الحربية، وتخرج منها وانضم إلى الجيش البريطاني ضابطا بسلاح الطوبجية، ثم تعين ياورا بالمعية السنية إلى أن ترقى إلى رتبة لواء، وعين بعد ذلك وكيلا لوزارة الخارجية المصرية، واستقال منها سنة 1908م، وقد نال من الأوسمة المجيدي الأول، وأنعم عليه جلالة الملك فؤاد الأول بالوشاح الأكبر من نيشان النيل.

ونظرا لما هو معروف عنه من المقدرة العلمية، ورجاحة الفكر وعلو الكعب في الشؤون السياسية أسند إليه جلالة الملك فؤاد الأول تمثيل مصر لدى حكومة بريطانيا العظمى، فبرح القاهرة مع عائلته الكريمة في أواخر شهر ديسمبر سنة 1923، ومعالي صاحب الترجمة يعد من سراة الأمة المصرية، ومن كبار أغنيائها وله دائرة كبرى ملأى بالموظفين والمستخدمين، يدل ظاهرها على ما لصاحبها من الجاه العظيم والخير الجزيل، وقد زاد الله تعالى عليه فرق هذه النعم نعمة الجود والكرم والفضل والإحسان، فكم رأينا من بؤساء أخنى عليهم الدهر بكلكله يلتجئون إليه، فيشملهم بلطفه المعهود، وكرمه الحاتمي فينطلقون وألسنتهم لاهجة بالشكر داعية له بطول العمر.

صفاته وأخلاقه

مشهور معاليه برجاحة الفكر، وصفاء الذهن، والذكاء الخارق، والكفاءة التامة، وعلو الهمة مع اللطف، وكرم الأخلاق والدعة، والعطف على الفقراء ومساعدة البؤساء.

أدامه الله وأبقاه وأكثر من أمثاله لسعد مصر وخيرها.

ناپیژندل شوی مخ