بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
[ديباجة الكتاب، والسبب في تأليفه وذكر مصادره وتوثيقه]
الحمد لله باريء البرايا، وواسع المنا والعطايا، مجيب دعاء الداعين، وميسر السبيل للساعين، أحمده حمد من كان قصارى(1) حمده الاعتراف بالعجز عن القيام بأداء شكره لصغير من الآلاء، واستغرق فكره في تعرف إدارك أياديه، عز وجل، على عبده الحقير، فأطرق إعظاما وإجلالا ، أنعم تفضلا ، وأحسن تطولا، وأوسع تنفلا، وأوعد إكمالا، له الثناء الجميل، والفضل الجزيل، والشكر الجليل تبارك وتعالى.
والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعباد على الإطلاق، ومتمما لمكارم الأخلاق، محمد طيب المحتد ، وزاكي الأصول والأعراق، وعلى آله ناشري برود السعادة على أيدي الدهور، وناصبي أعلام السيادة، التي لا حود في عودها ولا قصور.
وبعد: فإن الله -تعالى؛ وله الحمد- خلق الخلق ليمتن عليهم بأنواع الامتنان، ودعاهم إلى ما يستحقون معه الخلود في غرف الجنان، ويسر لهم إلى نيل ذلك طريقين، بعد أن هداهم النجدين، وهما: العبادة بالأقوال والأفعال، فيعملون قليلا، ويستريحون طويلا.
مخ ۹
فأما العبادة الفعلية، فلا تحتاج إلى مقدمة ولا قضية، لأنها أركان الإسلام، وما يفرع منها ويتعلق بها.
وأما العبادة القولية، فهي سائر الأذكار والأدعية، ولها نتعرض إن شاء الله تعالى.
وكون العبادة تنقسم إلى هذين الطرفين، وتتنوع إلى هذين النوعين، أمر بين، قال تعالى في ذم المشركين في إشراكهم في أحد جزئي العبادة: {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن}..إلخ [الفرقان:60].
وقال في القسم الآخر: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون(65)} [العنكبوت].
وقال في حث المؤمنين: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}..إلخ [الكهف:110].
وقال: {فادعوا الله مخلصين له الدين} [غافر:14]، وقال تعالى: {ادعوني أستجب لكم}..إلخ [غافر:60]، هذا باعتبار ظاهر الآيات في أحد الأمرين وإن حمل الكل على الكل غالبا لأن المرجع إلى مطلق الإقرار بالله تعالى بلوازمه، أو الإنكار بلوازمه، ثم جعل تعالى ركن الشهادة مهيمنا على النوعين، ومصدقا لما اندرج تحته من الطرفين فهما حقها والموجبان لصدقها، وجعل الإخلاص والتفكر وسائر مسبباتهما من الخشوع والخضوع ونحوهما كالماهية لهما والملاك توجد حقيقتهما بوجود ذلك، وتزول وإن بقت صور أفرادها بزواله.
روى السيد الإمام المرشد بالله في أماليه، من حديث علي عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((التوحيد ثمن الجنة، والحمد لله شكر كل نعمة، وخشية الله مفتاح كل حكمة، والإخلاص ملاك كل طاعة)).
مخ ۱۰
والسبب الداعي للتعرض لآخر القسمين، أن الأئمة والعلماء -رحمهم الله تعالى- قد وضعوا في ذلك النصيب الوافر، والفضل المتكاثر، خلا أن ذلك مدرج في غصون تصانيفهم، وأعطاف تآليفهم، ولا يخفى ما قد عم وطم من القصور الظاهر في عالم العلماء، فضلا عمن لا يعد من قبيل أولئك الكرماء، فربما مر الحريص على الفائدة في موضعها عند الاشتغال بغيرها كالدرس مثلا فيترك تلك إشتغالا أو تكاسلا فيذهب كما قد جربت ذلك من نفسي مرارا من الأوقات وإرسالا، ولم أحض بطائل أعمارا طوالا، وأما من لم يكن من ذلك القبيل، فإنه يمنعه بعد السفر عن الوصول إلى القليل، ولم يوجد شيء من المراد مجموعا مقربا للباحث والطالب، وإن وجد خارجا فلم يقع الظفر به، ككتاب الذكر لمحمد بن منصور المرادي؛ وهو من أجل ما وضع في هذا الباب، وكتاب (عدة الحصن الحصين، وشرحه) لمحمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي رضي الله عنه، و(الأذكار) للنووي، و(سلاح المؤمن)، وغيرها فإن فيها كثيرا طيبا، وكذلك (الهدي النبوي) لابن القيم، و(منظومة شرحها الهدي)، كلاهما للعلامة الحسن بن إسحاق -رحمه الله- فإن في ذلك كثيرا لاشتماله على هديه صلى الله عليه وآله وسلم وخلائقه كلها ذكر وهديا وأمثال ذلك، لكنه عول على الحقير من لا يسعه مخالفته في مقصد صالح، ولا يستجيزها ومقصده أن يكون قطعة من الأدعية تختص بطرق الأئمة عليهم السلام وشيعتهم ا لكرام، مما صح لنا طريقه وروايته وإن كان في صحيفة إمام هذا الفن وسيد أهل العبادة والزهادة زين العابدين علي بن الحسين عليهم السلام ما يشفي ويكفي، ولكن القصد الاقتصار على المرفوع من الأدعية النبوية، وربما تدرج شيء يسير من أدعية أمير المؤمنين علي عليه السلام لسببين: كونه نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكون المنقول عنه غالبه الرفع حكما كما ستقف عليه، ويكون ذلك مما طريقه متصلة بالأئمة عليهم السلام إلى جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ليكون أقرب للناظر وأيسر للخاطر، وربما نذكرمن أدعية بعضهم نزرا يسيرا إحتياجا أو إستحسانا وذلك لم يتعد موضعين أو ثلاثة إلا ما ندر، وكل ذلك مذكور منسوب ليختار الناظر العمل به أو تركه، وقد ذكر لي بعض مشايخي، مد الله مدته، أن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم عليه السلام قد تعرض لأدعية الأئمة وهي مجموعة وسيسر الله الظفر بها لك إن شاء الله، فنظرت وإذا المعمول عليه لم يقم بالتعويل، إذ الخطب يسير والأمر جميل، لأن مطلوبه -عافاه الله- لم يكن من قبيل التصنيف ولا التأليف إنما هو جمع لمفترق أو تفريق لمجتمع، غير أني راج من ذي الأياد والطول، والقوة والحول، أن يجعل لي من أجل البحث والتسويد من الأجر نصيبا، وأن يفرج به وينفع قلبا كئيبا، ففي الصحيح: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث))، حتى قال: ((أو علم ينتفع به بعد موته))، واندارج هذا تحت جملة العلم اندراج ما أشار إليه حديث: ((إن لله ملائكة يطوفون يلتمسون الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله جلسوا إليهم))، حتى قال: ((فيقولون إن في فيهم فلانا رآهم فجلس، فيقول الله تعالى: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم))، وهو متفق عليه، فجردت النفس لذلك المقصد مستعينا بالله الواحد الصمد، قائلا:
يا من عليه المعتمد، ومن فيض سماحه مستمد، أمدنا بنواصي بركات الإحسان، ومتعنا بلطفك العام التام الذي لا يختلجه منع ولا نقصان.
مخ ۱۲
وينبغي قبل الشروع ذكر مقدمتين نافعتين إن شاء الله تعالى،
وترتيب المقدمة الأولى في صفة ما يكون عليه الملتمس شيئا من الدعاء من الآداب.
مخ ۱۳
ينبغي لمن أراد حضه يتوسل بها من الدعاء أن يحسن الظن بالله تعالى ولا يستبعد الإجابة فإن الله تعالى لا يرد دعاء داع إلا أن يقول: ((دعوت فلم أجب))، رواه الإمام زيد بن علي -عليهما السلام-، وأخرجه الشيخان، والنسائي، وابن ماجه، ولفظ البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، قالوا: وكيف يعجل ؟، قال: ((يقول دعوت الله فلم يستجب لي))، وفي حديث أبي سعيد مرفوعا: ((ما من مسلم دعا بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا كان له إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يوفر له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها))، قالوا: يا رسول الله أنكثر ؟ قال: ((فالله أكثر)) أخرجه الإمام المرشد بالله عليه السلام، ومعناه في المجموع: وأن يعرف قدر الدعاء وما يدعو به والمدعو تعالى، فإن أحد ركني العبادة الدعاء كما قدمنا، وإن شأنه عظيم كما سيأتي إن شاء الله، وأن يعرف أن الله تعالى أعظم من يوقر ويتواضع له، فإذا كان الإنسان في الدعاء فهو بين يدي ملك الملوك، تبارك وتعالى، وليعلم أن الله يبغض الملح الملحف إلا في دعائه وبيده الإيجاد والإعدام، ولا يمل فإن الله تعالى لا يمل حتى يمل العبد، ففي الحديث: ((الدعاء هو العبادة))، ((ليس شيء أكرم على الله من الدعاء))، ((وإن الدعاء ينفع مما نزل ومما ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء فإن الله تعالى يحب أن يسأل، ومن لم يدع الله غضب الله عليه))، رواه أبو يعلي والحاكم والترمذي، وشاهده في الأمالي، وفي أمالي الإمام أبي طالب(ع) عليه السلام: ما أعطي أحد أربع(1) فمنع أربعا، ما أعطي أحد الدعاء فمنع الإجابة إن الله تعالى يقول: {ادعوني أستجب لكم} [غافر:60]، وما أعطي أحد الاستغفار فمنع المغفرة إن الله تعالى يقول: {واستغفروا ربكم} [هود:90]، وما أعطي أحد التوبة فمنع القبول إن الله تعالى يقول: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}[الشورى:25]، وما أعطي أحد الشكر فمنع من الزيادة إن الله تعالى يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم:7]، وليكن على هيئة طيبة من طهارة غالبا وخشوع وخضوع وانكسار خاطر فإن الله تعالى عند المنكسرة قلوبهم وطيب مكتسب وملبس ومأكل وإخلاص وما يناسب ذلك.
أخرج [في] أمالي الإمام أبي طالب(ع) عليه السلام من حديث علي عليه السلام: (من أحب أن تستجاب دعوته فليطب مكسبه وأن يكون مرضي العمل صالحه)، ففي شمس الأخبار من حديث علي عليه السلام أيضا مرفوعا: (( إن الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر))، ومن حديث الحسن -رحمه الله تعالى- مرفوعا: ((إن الله تعالى لا يقبل دعاء عبد حتى يرضى عمله))، وأن يكون اعتقاده على الله تعالى قاطعا علائق المخلوقين.
مخ ۱۴
أخرج أبو طالب في أماليه من حديث أمير المؤمنين عليه السلام مرفوعا: (إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله تعالى، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه، ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإن في القيامة مواقفا كل موقف مقام ألف سنة، ثم تلا هذه الآية: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة(4)} [المعارج])، وأن يبدأ الداعي أولا بحمد الله تعالى، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رواه السيد المحقق العلامة النقاد أحمد بن محمد الشرفي -رحمه الله- في (ضياء ذوي الأبصار) من حديث فضالة بن عبيد قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يدعوا في صلاته، لم يحمد الله تعالى، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: ((عجل هذا))، فقال له أو لغيره: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يدعوا بما شاء))، قال: رواه الترمذي والحاكم على شرطيهما.
وفي أمالي المرشد بالله وأمالي أبي طالب عليه السلام، واللفظ له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب ودخل الدعاء، وإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء)).
مخ ۱۵
وأخرج الطبراني في (الأوسط) عن علي عليه السلام بلفظ: (كل دعاء محجوب حتى يصلي على النبي وآله)، وأخرجه البهيقي أيضا والرهاوي في (الأربعين) عنه صلى الله عليه وآله وسلم، ذكره السيوطي في (الجامع الكبير).
ويختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في أمالي أبي طالب عليه السلام من حديث علي عليه السلام: ((ما من دعاء إلا وصلاتكم علي جواز دعائكم ومرضات لربكم وزكوة لأعمالكم)).
وأخرج النسائي بسند صحيح قوي عن زيد بن خارجة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((صلوا علي واجتهدوا في الدعاء، ثم قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)).
قال في (المقاصد) وهذا عند الطحاوي وأحمد والبغوي في (معجم الصحابة) وأبو نعيم والديلمي، قال الحافظ أبو الخير في (شرح الحصن): وأما الاقتصار على الصلاة عليه - يعني من دون آله - فلا أعلمه ورد في حديث مرفوع إلا في سنن النسائي في آخر دعاء القنوت، قال فيه: وصلى الله على النبي، ولم يقل فيه: وآله.
مخ ۱۶
قلت: وحديث القنوت هو من رواية الحسن السبط عليه السلام ولم يذكر فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في كتب أهل البيت عليهم السلام حتى يرد ما قيل من التفرقة،ورواية النسائي هذه يردها تصيرحه هو بذكر الآل كما تقدم وندورها لما تظاهرت عليه الأخبار والحفاظ وأهل البيت عليهم السلام فهي ظاهرة النكارة، وتصريحه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في كثير بقوله: ((وعلى آلي))، فقيل: حديث النسائي لا يعارض القول الصريح، والأمر الفصيح، مع تطرق الاحتمالات إليه لو فرض مساواته لما عارضه؛ والله أعلم، وليقل: اللهم صل على محمد وآل محمد وأعطني كذا، فإن في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يرد والله تعالى كريم وهو أكرم من أن يستجيب واحدة ويرد الأخرى، وهو معنى حديث في المجموع عن علي عليه السلام.
وأن لا يكون حاله كعبد السوء كما حكى الله، عز وجل، وهو أن يتضرع إلى الله يفزع إليه في الشدائد وينساه ويستغني عنه في السراء ونحوها، قال تعالى: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} [يونس:12]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء))، رواه الترمذي والحاكم.
مخ ۱۷
وأن يكون حاضر القلب، عارفا بمصدر ما يدعو به وله ومورده، فإن التلفظ باللسان غير نافع، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أفضل الدعاء ما خرج من القلب بجد واجتهاد))، فبذلك يسمع ويستجاب وإن قل، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله لا يستجيب دعاء من قلب ساه لاه))، روي في أمالي المرشد بالله عليه السلام من حديث حنظلة: ((إن الله تعالى أوحى إلى موسى بن عمران عليه السلام: أن قومك زينوا مساجدهم، وأخربوا قلوبهم، وسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فلا أستجيب لهم دعاءهم ولا أعطيهم مسائلهم))، وكفى بجوامع الكلم التي أعطيها نبيئنا صلى الله عليه وآله وسلم.
قال في أمالي الإمام أبي طالب(ع) عليه السلام والمرشد بالله عليه السلام من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((صلي صلاة مودع ترى أنك لا تصلي بعدها أبدا، إضرب ببصرك موضع سجودك حتى لا تعرف من عن يمينك ولا من عن يسارك، واعلم أنك بين يدي من يراك ولا تراه))، فكفى بها كلمة لمن اعتمدها.
والدعاء والصلاة أخوان كما قدمنا، وأن لا يكون مصاحبا لشره ولا بطر واستهزاء، روى أبو طالب من حديث ابن مسعود مرفوعا: ((من أحسن صلاته حيث يراها الناس وأساءها حيث يخلو فتلك استهانة يستهين بها ربه عز وجل)).
وقد روي عن علي عليه السلام أنه سمع رجلا يستغفر الله وهو ضاحك لاه فقال له عليه السلام: (إستغفارك يحتاج إلى استغفار)، فجعله ذنبا يحتاج إلى توبة.
مخ ۱۸
وروى في الأمالي من حديث أنس مرفوعا: ((العلم علمان: علم بالقلب فذالك العلم النافع، وعلم باللسان فذلك حجة الله على ابن آدم))، ومراده عليه السلام عدم مطابقة اللسان للقلب لا ذم ما جرى على اللسان مطلقا، فإن الإفادة والاستفادة وأنواع العبادة واقع به.
ولا بأس بالتوسل إلى الله تعالى بعمل الإنسان نفسه وبالملائكة والأنبياء والصالحين وذلك شفاعة، قال تعالى حكاية عن المؤمنين: {الذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار(16)} [آل عمران]، وكقصة أهل الغار الثلاثة وهي مروية مرفوعة في البخاري وغيره من حديث ابن عمر، ورواه أيضا مسلم ويحسن ذلك عند الشدائد أخذا من القصة، وقد أجازه الجزري في (شرح العدة).
ومنع من التوسل بأحد إلى الله تعالى ابن القيم في (إغاثة اللهفان) أشد المنع وهو أن يقول: اللهم بحق كذا، أو بحق فلان، أو بكذا فلا حق على الله، والصحيح جوازه لما رواه الطبراني في آخر دعاء في الصباح: ((وأسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض وبكل حق هو لك وبحق السائلين عليك))، ولما رواه المرشد بالله من حديث أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قضى صلاته قال: ((اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك فإن للسائلين عليك فيها حقا))... إلخ الدعاء بما سيأتي،وهذا كاف، وثم روايات أخر تفيد هذا.
وأن يكون محسنا ظنه بالمؤمنين، مشركا لهم في دعائه العام غالبا،فإن المؤمنين والصالحين سبب للقبول فكأنه صادر منهم سيما الغائبين، ففي الأمالي من حديث أبي الدرداء مرفوعا: ((إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة: آمين، ولك مثله)).
مخ ۱۹
وأن يتخير لأدعيته -سيما المطلقة- الأوقات الفاضلات، والأماكن الطيبات، كشهر رمضان والجمعة والحرمين، وسيأتي لذلك باب خاص إن شاء الله فيطلب، وأماما قيد بوقت فلا يتركه في وقته فإن الشارع طبيب عارف ودليل على الخير، فالتنبيه منه على وقت قد ومكان قد علم أن له قدرا عظيما في النفع.
وليكن على هيئة تامة فلا يرفع يديه حتى تبدوا إبطاه إلا في نازلة وعند الجأر إلى الله تعالى إذ لم يفعله صلى الله عليه وآله وسلم إلا في الاستسقاء ويوم بدر، رواه في البحر، وقدر روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم رفع يديه إلى حذاء صدره وذلك في التضرع كدعائه يوم عرفة فإنه رفعهما إلى حذاء صدره، قال الراوي: حتى أن زمام ناقته جذبته أو استرسل عليه شككت أنا فذهب يرفعه بواحدة وبقت الأخرى حذاء صدره مع دعائه.
وليكن بباطن الكف لحديث مالك بن يسار السكوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا سألتم الله فسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهروها))، رواه في (الضياء)، وقال: هو عند أبي داوود، وهو أيضا في (شمس الأخبار) من حديث جعفر بن محمد عليه السلام مرفوعا بزيادة: ((وإذا استعذتموه فاستعيذوه بظاهرهما))، ومثله عن ابن عباس مرفوعا بزيادة: ((وامسحوا بها وجوهكم)).
وأخرجه البخاري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا رفع يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه)).
قال في (الضياء) رواية عن البحر والمنتخب: أن القاعد يبسط يديه على فخذيه، والتضرع رفعهما قليلا، والإبتهال إلى حذاء الصدر .
مخ ۲۰
وفي الأمالي: ((إن ربكم حيي كريم يستحي أن يمد أحدكم يده))، وفي رواية ((يديه فيردهما صفراوين))، وفي أخرى ((خائبتين))، قبلنا الله تفضلا منه.
المقدمة الثانية: في بيان فضل الذكر والتنبيه على يسير من ذلك جملة لأنه سيأتي في أبوابه ما يتم المراد به
إعلم أن الدعاء شأنه عظيم كما قد أشرنا إليه، وهو قسمان: قسم بالقرآن الكريم، وقسم بأذكار خارجة عنه.
فأما القرآن الكريم: ففضله غير محتاج إلى بيان ولا إستظهار، وأجره مضاعف، وناهيك عن حال كتاب الله العزيز أنه إذا تلاه التالون مجردا عن كل نية غير التعبد والاستملاح أعطي صاحبه بكل حرف عشر حسنات كما ثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم في غيرمحل أخرج معناه الترمذي، ويقال لقارئه: ((إقرأ ورقة(1) ورتل كما كنت ترتل فإن منزلك عند آخر آية تقرأوها))، أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه. وكفى به، كونه كلام الله، فإن الناس يعظمون كلام الملوك لكونه كلامهم، وهذا كلام ملك الملوك.
روي في الأمالي من حديث علي عليه السلام مرفوعا: ((فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه))، وسيأتي في بابه منه شيء من أدلة التفضيل.
والقسم الثاني: الدعاء بسائر الكلام المأثور النبوي: ولا يعدل عنه إلا لمن لا يحسنه ولا بأس لمن أمعن عن فيه وأبقى التصرف لمطابقة الحادثة من دون ترك لما يمكن، ففي الألفاظ النبوية مهما حفظت تراكيبها بركة وسر عظيم من دون توغل في التقطيع والتسجيع والتنطع والتصنع. ولا يقال تركه والاستغناء عنه بالقرآن أولى لما فيه من المغزى النافع والسر في الحاجات، ولكل فضل وإلا لما احتيج إليه ولا حث الشارع عليه ولا دخل في صلب الصلاة وزاحم القرآن.
مخ ۲۱
وأما فضائله: فهي كثيرة؛ كبيرة جمة مستخرج من أبواب الذكر الآتية إن شاء الله، فذكرها هنا تكرير، ومنها في أمالي المرشد بالله عليه السلام بسنده: أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأتني بشيء أتشبث به قال: ((لا يزال لسانك رطبا من ذكر ا لله تعالى))، وأخرجه في (الحفاظ(1)) مثل الترمذي والحاكم وغيرهما.
وفي (كنز الرشاد) للإمام الحافظ الزاهد عزالدين بن الحسن عليه السلام من حديث معاذ أنه قيل: يا رسول الله أوصني يا رسول الله، قال: ((عليك بتقوى الله ما استطعت، وذكر الله عند كل شجر وحجر، وما عملت من سوء فأحدث له توبة، السر بالسر والعلانية بالعلانية))، أخرجه أحمد وغيره.
وفي الأمالي من حديث أنس مرفوعا: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا))، قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة ؟، قال: ((حلق(2) الذكر))، وأخرجه أحمد أيضا والتزمذي وغيرهما، وأمثال ذلك كثير كما سيأتي نصه.
مخ ۲۲
[معتمد الأخذ في هذا الكتاب كتب أهل البيت(ع) وشيعتهم رضي الله عنهم]
إعلم أنا قد بينا أن المعتمد في الأخذ عنه في مختصرنا هذا هم أهل البيت (عليهم السلام ورحمة الله وتحياته، ورضوانه وبركاته)، وعلى الجملة فمن جعلهم واسطة بينه وبين الله تعالى في عمله فقد تمسك بهم ولم يعرض عنهم كما أشار إلى الطرفين حديث: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي))...إلخ الحديث، فإنه دل على وجوب التمسك بهم من حيث التنبيه أن تركهم مظنة الضلال في قوله: ((لن تضلوا))، فالضال أتى من جهة نفسه بعد هذا الشأن، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أهل بيتي كسفينة نوح))... إلخ، ومؤداه نجاة وضلالا(1) مؤدى الأول، ومن تصدى إليهما من شرحهما في كراريس، وأمثال ذلك كثير، فدينهم مستفاد من دين أبيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذا عرفت ذلك فسنبينه على أمهات هذا المختصر برمز باين لا يشتبه ميل إلى الاختصار، واللائق بمن نقل منه أن يتحرى في رموز الكتب ويوضحها، فإن بعض شراح (عدة الحصن الحصين) حمله الخلط من النساخ في رموز (العدة) على أن شرحها شرحا مستقلا ليرفع الخلل فإن أمكن حفظ تلك الرموز بخط مخالف من حمرة أو خضرة مثلا وإلا ذكر كل كتاب بإسمه ونسبه إلى صاحبه كما سنبينه هنا، والذي نريد له رمزا هو ما سيتكرر ذكره في المختصر، وما كان نادرا أو قليلا فسنذكره باسمه -إن شاء الله تعالى-.
مخ ۲۳
[مواضيع الكتاب وأبوابه (39) بابا وخاتمة]
وجملته تنحصر في تسعة وثلاثين بابا وخاتمة، وبالله الإعانة.
الباب الأول: في الإبتداء بشيء من القرآن تشرفا غير ما يأتي في بابه -إن شاء الله تعالى-، وكلمة الإخلاص.
الباب الثاني: في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما يتصل بذلك.
الباب الثالث: في شيء مما رود عند الاستيقاظ من النوم وما يتصل بذلك.
الباب الرابع: مما ورد عند دخول الخلاء والخروج منه.
الباب الخامس: مما ورد عند الوضوء وما يتصل بذلك.
الباب السادس: مما ورد عند الخروج من المنزل وما يتصل بذلك.
الباب السابع: مما ورد عند دخول المسجد وما يتصل بذلك.
الباب الثامن: مما ورد في الأذان وما يتصل بذلك.
الباب التاسع: مما ورد بعد الفراغ من الصلاة فيها مطلقا ومقيدا وما يتصل بذلك.
الباب العاشر: مما ورد في الإستسقاء وما يتصل بذلك.
الباب الحادي عشر: مما ورد عند الكسوف وهياج الريح وسائر النوازل وما يتصل بذلك.
الباب الثاني عشر: مما ورد عند الخروج من المسجد وما يتصل بذلك.
الباب الثالث عشر: مما ورد عند دخول المنزل وما يتصل بذلك.
الباب الرابع عشر: مما ورد عند أخذ المضجع وما يتصل بذلك.
الباب الخامس عشر: مما ورد عند القيام للتهجد والعود في النوم وما يتصل بذلك.
الباب السادس عشر: مما ورد في الصباح والمساء وما يتصل بذلك.
الباب السابع عشر: مما ورد عند رؤية الهلال وما يتصل بذلك.
الباب الثامن عشر: مما ورد عند الإفطار وما يتصل بذلك.
الباب التاسع عشر: مما ورد في السفر ودخول محلة وما يتصل بذلك.
الباب العشرون: مما ورد في الجهاد وما يتصل بذلك.
الباب الحادي والعشرون: مما ورد في التفرق من المجلس وما يتصل بذلك.
مخ ۲۴
الباب الثاني والعشرون: مما ورد في الأكل والشرب وما يتصل بذلك.
الباب الثالث والعشرون: مما ورد في اللباس وما يتصل بذلك.
الباب الرابع والعشرون: مما ورد في النكاح وما يتصل بذلك.
الباب الخامس والعشرون: مما ورد عند ولادة المولود وما يتصل بذلك.
الباب السادس والعشرون: مما ورد في الأسواق وما يتصل بذلك.
الباب السابع والعشرون: مما ورد عند رؤية ما يسر وسماعه وضده وما يتصل بذلك، ومنه الرؤيا المنامية [ولسائر أحوال البدن(1)].
الباب الثامن والعشرون: مما ورد عند الهم والكرب وما يتصل بذلك.
الباب التاسع والعشرون: مما ورد عند خصاصة من فقر ودين وما يتصل بذلك.
الباب الثلاثون: مما ورد لحفظ القرآن وغيره وما يتصل بذلك.
الباب الحادي والثلاثون: مما ورد من الدعاء للمؤمن بظهر الغيب.
الباب الثاني والثلاثون: مما ورد عند خوف مخوف مطلقا، ودخول على سلطان، وذهاب ضالة، وشدة، وحاجة مطلقا وما يتصل بذلك.
الباب الثالث والثلاثون: مما ورد في الأذكار العامة المطلقة القرآنية والنبوية من دون تقييد بوقت ولا مكان ولا شخص.
الباب الرابع والثلاثون: مما ورد مقيدا بوقت خاص، وفيه فصول ثلاثة: ما ذكر(2)، وما قيد بمكان، وما قيد بشخص.
مخ ۲۵
الباب الخامس والثلاثون: مما ورد لأمراض عامة، أو خاصة.
الباب السادس والثلاثون: مما ورد في عيادة المرضى، وما يتصل بذلك.
الباب السابع والثلاثون: مما ورد في صلاة الجنازة، وما يتصل بذلك.
الباب الثامن والثلاثون: مما ورد في التعزية، وما يتصل بذلك.، وفيه فصل في دفع عذاب القبر.
الباب التاسع والثلاثون: في زيارة قبور الصالحين وما يتصل بذلك.
[الباب] الأربعون: الخاتمة في جملة من أحوال الآخرة كثيرة، ختم
الله لنا بالحسنى، آمين.
[رموز أمهات هذا المختصر]
وهذه رموز أمهات هذا المختصر، الموعود بها أخرتها أمام المطلوب حرصا على حفظها وملاحظة لإتقانها عن الإلتباس لأن ثمرتها حينئذ معرفة الأمهات ليسكن الخاطر وليرجع إليها إذا أشكل في موضع شيء أو نقص فيبحث له، ولم يكن القصد في ذلك جميع ما وجد فيه الحديث من هذه الأمهات عند ذكره، بل يستكفى بذكر كتاب أو اثنين أو ما سنح لأن القصد بيان وجدان الحديث في أحدها لا الحصر، ولا بد إن شاء الله أن أجمع تخريجها من كتب الحديث ولحق بكل حديث ذكر من خرجه بمعونة الله تعالى. تمت.
مجموع الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- (ج).
صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام (ص).
أمالي الإمام أحمد بن عيسى عليه السلام (سا).
أحكام الإمام الهادي عليه السلام (كا).
أمالي الإمام أبي طالب عليه السلام (ط).
أمالي الإمام المرشد بالله عليه السلام (لي).
مخ ۲۶
ولما كان كتاب (شمس الأخبار) للعلامة التقي علي بن أحمد بن الوليد القرشي رحمه الله من أجل كتب الشيعية، وأمهاته مصرح بها في ديباجته كلها من كتب الأئمة وبعض شيعتهم الأكرمين؛ اعتمدنا النقل منه كون مرجعه كتب الأئمة؛ وهو من أصحها؛ فإنه لما تم له تأليفه عرضه على الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام فأعجب به إلى غاية، وحكم بصحته، وفرض على مؤلفه أن يكون حصته من الجهاد تحصيل نسخة له عليه السلام، والقصة في مطلع البدور، فرمز ما أشرنا إليه (ش).
تخريج البحر لابن بهران رحمه الله (تج).
المقاصد الحسنة لأحمد بن عبدالله الوزير، إختصره عليه السلام؛ وأصله للسخاوي (صد).
الإعتصام للإمام القاسم بن محمد عليه السلام (م).
تتمة الأنوار للعلامة أحمد بن يوسف زبارة رحمه الله (ره).
ضياء ذوي الأبصار للعلامة المحقق شمس العترة أحمد بن محمد الشرفي رحمه الله (ضيا)(1).
هذا ما نكثر تكرره، وأما ما ندر كأمالي المؤيد بالله عليه السلام وغيره؛ أو عرض ذكره من غير كتبنا فيعزى إليه بإسمه، وكل هذه صحت لنا طرقها جميعا وربما نتعرض لذلك في بعض الأسانيد لحاجة أو نعرف بذلك صحة ما قلنا وقد اكتفيت عن ذكر الأسانيد بوجودها في الأمهات تركتها اختصارا وسميته كتاب (السفينة المنجية في مستخلص المرفوع من الأدعية).
مخ ۲۷
هذا؛ ولم نأل جهدا في الاختصار، وطلب الوقوف على المراد والاقتصار، والمذكور في كل باب ما يحتاج إليه، وربما يعثر عاثر على زيادة لم نجدها عند التحصيل فقد أذنا له بإلحاقها مع ما عرفه من شرطنا كون الطريق لا تتعدى أهل البيت المطهرين، وكون المنقول منه مما صح للملحق فيه طريق صحيحة، والله تعالى المستعان، وأسأله تبارك وتعالى أن ينفع به ويجعله لمن اعتمده بركة ووقاية وكفاية وجالبا لخير الدارين، آمين آمين.
وهذا أوان الشروع في المقصود، طالبا من إخواني المؤمنين من فيض سماحتهم الدعاء لي في حياتي وبعد وفاتي، فقد قبلت ما وصلني به من وصل، والله يضاعف أجره، آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الأول: في التشرف بشيء من آي القرآن الكريم والتيمن
بالإبتداء به؛ وكلمة الإخلاص
في أمالي أبي طالب من حديث أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ: ((بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين))، حتى ذكر ((ولا الضالين))، قالت: سكت عند كل آية وهو يعدها حتى عدها سبعا ، قالت: فعد بسم الله الرحمن الرحيم آية.
وفي أمالي الإمام المرشد بالله (ع) من حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أيما مسلم قرأ فاتحة القرآن فكأنما قرأ ثلثي القرآن وكأنما تصدق على كل مؤمن)).
وفيه من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهن: أم الكتاب فإنه يقول تعالى: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم(4)} [الزخرف]، وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة، والكوثر)).
مخ ۲۸
وفي المقاصد الحسنة من حديث أبي سعيد مرفوعا: ((فاتحة الكتاب شفاء من السم)).
وفي حديث جابر: ((هي خير سورة وفيها شفاء من كل داء)).
وفي رواية: ((هي لما قرأت))، لكن قال المصنف: لم يجد هذه الرواية بعينها؛ إنما الروايات الأولى وكلها عن جابر مرفوعا ويشهد لها ما في مجموع الإمام زيد بن علي(ع) ومن حديث علي عليه السلام قال: ((من قرأ فاتحة الكتاب ثم قال الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه صرف عنه سبعين نوعا من البلاء أهونها الهم))، وهذا له حكم الرفع.
وفي الأمالي من حديث أبي أيضا: ((من قرأ سورة قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وملائكته ورسله، ويعطيه الله أجر مائة شهيد)).
وفيه من حديث علي -عليه السلام- عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا علي؛ أكثر من قراءة يس فإن في قراءة يس عشر بركات: ما قرأها جائع قط إلا شبع، ولا قرأها ضمآن إلا روي، ولا عار إلا كسي، ولا مريض إلا بريء، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا خرج، ولا عزب إلا تزوج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا قرأها أحد ضلت له ضالة إلا وجدها، ولا قرأت عند رأس ميت قد أحضر أجله إلا خفف الله عنه، من قرأها صباحا كان في أمان حتى يمسي، ومن قرأها مساء كان في أمان حتى يصبح)).
وفيه أيضا من حديث عبدالله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر)).
مخ ۲۹