فصل في الطب النبوى الشريف
كان ﷺ يعالج الأمراض بثلاثة أنواع:
أحدها: بالأدوية الطبيعية.
الثاني: بالأدوية الإلهية.
الثالث: بأدوية مركبة من هذين القسمين؟
أما علاج الحمى فقال: "الحمى من فيح جهنم فابردوها بالماء" (١) وجاء أيضا "إذا حم أحدكم فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر". وفي موضع آخر في مسند الإمام أحمد: كان رسول الله ﷺ إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على رأسه فاغتسل.
وثبت في الترمذي "إذا أصابت أحدكم الحمى فإنما الحمى قطعة من النار، فليطفئها بالماء البارد، ويستقبل نهرا جاريا فليستقبل جرية الماء بعد طلوع الفجر، وقبل طلوع الشمس وليقل: بسم الله اشف عبدك وصدق رسولك، وينغمس فيه ثلاث غمسات، ثلاثة أيام، فإن برأ، وإلا فخمسا، وإن لم يبرأ في خمس فسبع. فإنها لا تكاد تجاوز السبع بإذن الله" (٢).
اتفق أهل الحديث: أن هذا خطاب خاص لأهل الحجاز كخطاب لا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا. ولما كان أكثر الحميات العارضة لهم، من نوع حمى يوم الناشئة من شدة الشمس، أمر ﷺ أن تعالج بالماء البارد شربا واغتسالا.
(١) رواه البخاري، وأخرج مثله. مسلم حديث رقم (٢٥٧٥).
(٢) أخرج نحوه الشيخان انظر صحيح مسلم (ج ٣ ص ١٢٥٣ (٨)، والبخاري (ج ١٠ ص ١٠٣).