209

سفر السعاده

سفر السعادة للفيروزابادي

پوهندوی

أحمد عبد الرحيم السايح، عمر يوسف حمزة

خپرندوی

مركز الكتاب للنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

القاهرة - جمهورية مصر العربية

ژانرونه

وقالت عائشة: صنعت له ثوبا من صوف فلبسه، وعرق فيه (١) فشم رائحة الصوف فألقاه عنه في الحال، لأنه كان يكره الرائحة الكريهة إلى الغاية، ويحب الرائحة الطيبة. قال ابن عباس: رأيت رسول الله ﷺ في أحسن حلة. وقال أبو رمثة رأيت النبي ﷺ يخطب وقد لبس بردا أخضر، والبرد الأخضر هو برد فيه. خطوط خضر، لأنه أخضر خالص، ووسادته من أديم حشوها ليف. وأكثر الناس قد صاروا فئتين: فئة اختاروا البعد عن الملابس الجميلة واقتصروا على المرقعات والمحفرات. وفئة اختاروا أفخر الملابس، وأشرف الثياب، ولبسوا الناعم المزين ذا الشهرة، وهاتان الفئتان مخالفتان لسنة النبي ﷺ، لأنه قال: "من لبس ثوب شهرة لبس يوم القيامة ثوب مذلة" (٢). فصل أمر الرسول في الملابس النبي ﷺ لبس السراويل، ولبس العمامة بغير قلنسوة، ومع القلنسوة، والقلنسوة بغير العمامة، وكان يجعل العذبة بين كتفيه في أكثر الأحوال (٣)، وجاء في بعض الأحاديث أنَّه ﷺ قال: "رأيت رب العزة في الصوم فقال: يا محمد فيما يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا أدرى. قال: فوضع يديه بين كتفي، فعلمت ما بين السماء والأرض" (٤).

(١) انظر صحيح مسلم (٢٠٨١)، ومسند الإمام أحمد (٦/ ١٦٢). (٢) انظر صحيح البخاري (١٠/ ٢٤٤)، ومسلم (٢٠٦٨)، وسنن النسائى (ج ٨ ص ٢٠١). (٣) انظر سنن أبى داود (٤٠٢٥)، والترمذي (١٧٦٢) وهو حديث حسن. (٤) لهذا الحديث طرق متعددة وروايات مختلفة ذكرها السيوطي في الدر المنثور (ج ٥ ص ٣١٩، ٣٢٠)، وقد رواه أحمد في المسند (ج ٥ ص ٢٤٣) مطولا من حديث عبد الرحمن بن عياش الحضرمى، وأورده الإمام ابن الجوزى في زاد المسير (ج ٧ ص ١٥٥).

1 / 218