104

سفر السعاده

سفر السعادة للفيروزابادي

پوهندوی

أحمد عبد الرحيم السايح، عمر يوسف حمزة

خپرندوی

مركز الكتاب للنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

القاهرة - جمهورية مصر العربية

ژانرونه

فصل في عادة الحضرة النبوية ﷺ حال قراءة القرآن واستماعه وكمال خضوعه وخشوعه وبكائه حال سماعه كان له ﷺ في اليوم وظيفة معينة، يتلوها لا يتركها أبدا إلا لضرورة، وكان يقرأ مرتلا، مفسرا، مبينا، حرفا حرفا، ويقف عند آخر كل آية، ويتمم المد في حروف المد، كالمد في الرحمن الرحيم، فإنه كان يتمم المد في كل. وكان يقول في أول القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وفي بعض الأوقات يقول: "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه أو نفخه ونفثه" وكان يحب سماع القرآن من الغير" (١). وأمر عبد الله بن مسعود ﵄ أن يقرأ عليه القرآن فلما أخذ في القراءة استمع له ﷺ وأخذ في الخشوع والتضرع والبكاء حتى جرى ماء عينيه" (٢). وكان يقرأ القرآن على كل حال قائما، وقاعدا، ونائما، متوضأ، وغير متوضأ، ولم يكن يمنعه شيء من القراءة غير الجنابة، وكان يتغنى بالقرآن في بعض الأوقات، ويرجع في ذلك كما يفعله من الحفاظ من كان حسن الصوت، وكذا قراءة سورة الفتح في يوم فتح مكة. وكان ﷺ يقول: "زينوا القرآن بالأصوات الحسنة" وقال: "من لم يتغن بالقرآن فليس منا" (٣) قيل لراوى الحديث: فإن كان شخص لا يحسن ذلك؟ قال: يبذل طاقته فيما استطاع من تحسين القراءة.

(١) انظر صحيح البخاري (ج ٩ ص ٨١)، ومسلم برقم (٧٩٣، ٢٣٦). (٢) أخرجه البخاري (ج ٩ ص ٨٥) ومسلم برقم (٨٠٠)، وأبو داود برقم (٣٦٦٨)، والترمذي برقم (٣٠٢٧). (٣) رواه أبو داود بإسناد جيد، برقم (١٤٧١)، وهو في صحيح البخاري (ج ١٣ ص ٤٦٨) من حديث أبي هريرة بنحوه، ومعنى "يتغنى" يحسن صوته بالقرآن انظر رياض الصالحين (ص ٤٢٣).

1 / 107