سفر نامه
سفر نامه
پوهندوی
د. يحيى الخشاب
خپرندوی
دار الكتاب الجديد - بيروت
د ایډیشن شمېره
الثالثة، 1983
ويذهب اليها التجار من جميع هذه البلاد ولها أربعة أبواب باب اليهود وباب الله وباب الجنان وباب أنطاكية والوزن في سوقها بالرطل الظاهري وهو أربعمائة وثمانون درهما وتقع حما جنوبي حلب بعشرين فرسخا ومن بعدها حمص ومن حلب إلى دمشق خمسون فرسخا وإلى أنطاكية اثنا عشر فرسخا وإلى طرابلس كذلك ويقال إن من حلب حتى القسطنطينية مائتي فرسخ
وفي الحادي عشر من رجب سنة 43 {11 يناير 1047) خرجنا من حلب وعلى مسافة ثلاثة فراسخ منها قرية تسمى جند قنسرين وفي اليوم التالي سرنا ستة فراسخ وبلغنا مدينة سرمين التي لا سور لها وبعد مسيرة ستة فراسخ أخرى بلغنا معرة النعمان وهي مدينة عامرة ولها سور مبني وقد رأيت على بابها عمودا من الحجر عليه كتابة غير عربية فسألت ما هذا فقيل إنه طلسم العقرب حتى لا يكون في هذه المدينة عقرب أبدا ولا يأتي اليها وإذا أحضر من الخارج وأطلق بها فإنه يهرب ولا يدخلها وقد قست هذا العمود فكان ارتفاعه عشر أذرع ورأيت أسواق معرة النعمان وافرة العمران وقد بني مسجد الجمعة على مرتفع وسط المدينة بحيث يصعدون اليه من أي جانب يريدون وذلك على ثلاث عشرة درجة وزراعة السكان كلها قمح وهو كثير وفيها شجر وفير من التين والزيتون والفستق والعنب ومياه المدينة من المطر والآبار
وكان بهذه المدينة رجل أعمى اسمه أبو العلاء المعري وهو حاكمها وكان واسع الثراء عنده كثير من العبيد وكان أهل البلد خدم له
مخ ۴۵