سفر نامه
سفر نامه
پوهندوی
د. يحيى الخشاب
خپرندوی
دار الكتاب الجديد - بيروت
د ایډیشن شمېره
الثالثة، 1983
عشر فرسخا من الجانب الشرقي الشمالي لقاين ومنها جنوبا إلى هراة ثلاثون فرسخا ورأيت بقاين رجلا اسمه أبو منصور محمد بن دوست ملم بكل علم من طب وفلك ومنطق فسألني أي شيء خارج هذه الأفلاك والأنجم قلت يسمى شيئا ما يكون داخل الأفلاك أما ما وراءها فلا يجوز أن يسمى شيئا فقال ما وراء السموات معنوي أم مادي قلت لا جدال أن العلم محدود وحده فلك الأفلاك والحد ما يقصل فلكا عما عداه فإذا علم هذا وجب أن يكون ما وراء الأفلاك مخالفا لما في داخلها قال هذا المعنى الذي يثبته العقل هل له نهاية من هذه الناحية إن كانت له نهاية فأين وإن كان لا نهاية له فكيف يقبل الللامتناهي الفناء وتكلمنا زمنا على هذا النحو فقال أنا كثير الحيرة من هذا فقلت ومن لا يحار فيه وعلى كل حال فقد لبثنا بقاين شهرا بسبب ثورة كانت في زوزون أثارها عبيد النيسابوري ولتمرد رئيس زوزن وقد أرجعت من هناك الفارس الذي بعثه معنا الأمير كيلكي وخرجنا من قاين قاصدين سرخس فبلغناها في الثاني من جمادى الآخرة (أول أكتوبر) وقدرت من البصرة إلى سرخس تسعين وثلاثمائة فرسخ وقد غادرنا سرخس عن طريق الرباط الجعفري والرباط العمري والرباط النعمتي وهي ثلاثة أربطة متقاربة على الطريق
وفي الثاني عشر من جمادى الآخر بلغنا مدينة مرو الرود وخرجنا منها بعد يومين وتبعنا طريق آب كرم وفي التاسع عشر بلغنا فارياب بعد ان سرنا ستة وثلاثين فرسخا وكان أمير خراسان جعفري بيك أبو سليمان داود ابن ميكائيل بن سلجوق في شبورغان وكان يقصد الذهاب إلى دار ملكه مرو وقد اتبعنا طريق سنكلان بسبب الثورات ثم اتجهنا ناحية بلخ عن طريق سه دره فلما بلغنا رباطها سمعنا أن أخي أبا الفتح عبد الجليل كان في حاشية وزير أمير خراسان المسمى أبا نصر
وقد مضى على خروجنا من خراسان سبعة أعوام فلما بلغنا دستكرد رأينا أمتعة تنقل إلى شبورغان فسأل أخي الذي كان معي لمن هذه فقيل له
مخ ۱۵۸