قال الحافظ ابو إسحاق الحبال: كنت يوما عند أبى نصر السجزي ,@ فدق الباب , فقمت ففتحته , فدخلت امرأة وأخرجت كيسا فيه ألف دينار , فوضعته بين يدي الشخص الشيخ وقالت: أنفقها كما ترى. قال ما المقصود؟ قالت: تتزوجني , ولا حاجة لي في الزواج ولكن لأخدمك , فأمرها بأخذ الكيس وأن تنصرف.
فلما انصرفت قال: خرجت من سجستان بنية. طلب العلم ومتى تزوجت سقط عني هذا الاسم , وما أوثر على ثواب طلب العلم شيئا)) .
29 وهذا الحافظ الفقيه أبو سعيد السمان الرازى , المتوفى سنة 445 , أحد المحدثين النسابين الفقهاء القراء العلماء الأفذاذ , طاف الدنيا من مشرقها إلى مغربها على قدميه , فكان له من الشيوخ 3600 شيخ , رحمه الله تعالى.
قال الحافظ القرشي في ((الجواهر المضية في طبقات الحنفية)) 1: 156 في ترجمته: ((أبو يعد السمان إسماعيل بن على بن الحسين بن زنجوبه الرازي الحافظ الزاهد المعتزلي , شيخ العدلية أي المعتزلة وعالمهم , وفقيههم ومتكلمهم ومحدثهم , كام إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض والحساب والشروط والمقدرات.
وكان إماما في فقه إبى حنيفة رضى الله عنه وأصحابه , وفي معرفة الخلاق بين أبى حنيفة والشافعى رضي الله عنهما , وفي فقه الزيدية , وفي الكلام. وكان قد حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم , ودخل العراق وبلده الري في خراسان من أقصى الشرق , وطاف الشام والحجاز وبلاد المغرب , وشاهد الرجال والشيوخ , وقرأ على ثلاثة ألاف وست مئة رجل من شيوخ زمانه , وقصد أصبهان لطلب الحديث في أخر عمره , وكان يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام.
مخ ۳۳