وينظر عبد السميع إلى سعدية، وكأنه يقول: «لست مسئولا».
وتقبل سعدية التحدي فتجيب: محسن أمين ابن خالة والدتي ... ويبدو أن الوحيد الذي صدق هو عبد السميع، لقد انفرجت أساريره، ونظر إلى محسن في ود وصفاء ... وفي الحق كان على عبد السميع بك أن يرضى، ولو وحده بهذه القرابة.
وسنرى محسن بعد ذلك في بيت عبد السميع، كما لو كان أحد أقارب العائلة المقربين فعلا، سنراه في السهرات كلها قاسما مشتركا في مكانه من عيني سعدية.
وسنراه بعد ذلك عشرات المرات حينما لا يكون عبد السميع بك في المنزل بالضبط ... كالأقرباء المقربين ... سنراه كثيرا ... ولكننا لن نثور كما سيثور عبد السميع بك ذات يوم، ثورة مكبوتة ذليلة كثوارته دائما ... تبدأ بسؤال كأنه يتحسس به الطريق: لم أعد أرى محسن كثيرا.
وتجيب سعدية دون اكتراث: كان هنا هذا الصباح.
وسؤال آخر ... وتعليق على طريقة الأذكياء: لكأنه يتجنب لقائي.
ولا تقل سعدية ذكاء، وإنما تزيد شجاعة: إنه يأتي ليراني أنا لا ليراك.
ولا معنى لأن تشك في ذكاء عبد السميع ... إنه يفهم ما ترمي إليه سعدية.
ويتراجع عبد السميع ... يتراجع في عتاب رقيق: سعدية ... إنك تسرعين في الغضب ... أريد أن أقول ماذا يظن الجيران؟
وتضحك سعدية في قسوة: ما كانوا يظنونه بالأمس ...
ناپیژندل شوی مخ