كان بمقدور آفريل أن تغني في رأسها. لكن حتى في رأسها لم تكن تغني قط الأغاني التي تغنيها باجز. لم تغن أيا من أغاني زرلينا، أو مقاطع غناء السوبرانو في الأنشودات الدينية، ولا حتى «وداعا نوفا سكوتيا» أو أيا من الأغاني الشعبية التي كانت باجز تسخر من العواطف المفرطة فيها على الرغم من أنها كانت تغنيها على نحو ملائكي. كان ثمة ترنيمة تغنيها آفريل. لم تكد تعرف من أين جاءت. لم يكن من الممكن أن تتعلمها من باجز. كانت باجز تكره الترنيمات عموما. لا بد أن آفريل تعلمتها من الكنيسة عندما كانت طفلة، وكان عليها أن تذهب في صحبة باجز عندما كانت تغني غناء منفردا.
كانت الترنيمة تبدأ هكذا: «الرب راع.» لم تكن آفريل تعلم أنها جزء من أحد المزامير، لم تذهب آفريل إلى الكنيسة كثيرا حتى تعرف المزامير. لم تكن تعرف معنى جميع الكلمات في الترنيمة، التي كانت - مثلما كان عليها أن تقر - مليئة بالأنانية المفرطة، والانتصار الصريح - وخاصة في إحدى الآيات - نوعا من الشماتة الطفولية:
ترتب قدامي مائدة،
تجاه مضايقي.
كم كان صوت عقل آفريل ينشد في حبور، وأمان، ولاعقلانية هذه الكلمات، بينما كانت ترقب الربان يتمشى أمامها، ولاحقا، عندما كانت هي نفسها تسير في أمان إلى سياج السفينة:
إنما خير ورحمة يتبعانني
كل أيام حياتي،
وأسكن في بيت الرب
إلى مدى الأيام.
كان غناؤها الصامت يلف القصة التي كانت تتلوها لنفسها، قصة كانت تزيد من أحداثها كل ليلة على سطح السفينة. (كانت آفريل تحكي لنفسها قصصا. بدت عملية الحكي بالنسبة إليها حتمية مثل الحلم.) كان غناؤها حاجزا بين العالم في ذهنها والعالم الخارجي، بين جسدها وتدافع النجوم، المرآة السوداء لمنطقة شمال الأطلنطي. •••
ناپیژندل شوی مخ