كانت المعاطف الطويلة والأردية الفوقية الفضفاضة التي كانت ترتديها باجز على متن السفينة - المصنوعة من الحرير والقطيفة والقطن البراق المزخرف والأشرطة المغزولة بالكروشيه - كلها مأخوذة من فساتين، وستائر، ومفارش مائدة قديمة كانت آفريل اشترتها من متاجر بيع الملابس القديمة. كانت جينين - وهي امرأة أمريكية على متن السفينة، كانت تصنع صداقات على نحو محموم - معجبة بشدة بهذه التصميمات.
قالت جينين: «من أين جئت بهذه الأشياء الرائعة؟» وأجابت باجز: «آفريل. صنعتها آفريل. أليست حاذقة؟»
قالت جينين: «إنها عبقرية ... أنت عبقرية يا آفريل.»
قالت باجز: «يجب أن تصنع ملابس مسرحية ... ألح عليها كثيرا في هذا الأمر.»
قالت جينين: «نعم، لم لا تفعلين ذلك؟!»
توردت آفريل خجلا ولم تستطع أن تقول أي شيء، أي شيء لوقف تعليقات باجز وجينين اللتين كانتا تبتسمان لها.
قالت باجز: «رغم ذلك، أنا مسرورة أنها لم تفعل ذلك. أنا مسرورة أنها هنا معي. آفريل كنزي.»
سائرة على سطح السفينة، مبتعدة عن باجز، سألت جينين آفريل قائلة: «هل تمانعين في أن تخبريني كم عمرك؟»
قالت آفريل ثلاثة وعشرون، وتنهدت جينين. قالت إنها تبلغ اثنتين وأربعين. إنها متزوجة، لكن لا يرافقها زوجها. كان وجهها طويلا مسمرا، ولها شفاه لامعة، بنفسجية مائلة للون الوردي، وشعر يصل إلى كتفيها، كثيف وناعم مثل قطعة خشب من شجرة بلوط. قالت إن الناس كثيرا ما يقولون لها إنها تبدو كما لو كانت من كاليفورنيا، لكنها كانت في حقيقة الأمر من ويسكونسن. كانت من مدينة صغيرة في ويسكونسن؛ حيث كانت مقدمة برنامج إذاعي يتلقى تعليقات من المستمعين. كان صوتها خفيضا ومقنعا ومليئا بالرضا، حتى إن كانت تتحدث عن مشكلة، أو تعبر عن حزن، أو تكشف عن عمل مخز.
قالت: «والدتك امرأة ساحرة.»
ناپیژندل شوی مخ