كانت ترغب تقريبا في أن يقول لا. أن يقول لها: الآنسة دوبي شخص منعزل جدا، أخشى ذلك. لا، لا زوار. لماذا ترغب في هذا، بعد أن قطعت كل هذه المسافة؟
قال دادلي براون: «حسنا، إذا ذهبت بمفردك إليها في السيارة، لا أعرف، من الممكن عمل ذلك ... لا أعرف كيف ستتقبل الأمر، لكنني إذا هاتفتها وأخبرتها عنك، ثم ذهبنا معا إليها، فأعتقد أنها سترحب بك ترحيبا بالغا. هل تمانعين في ذلك؟ ستكون الرحلة ممتعة أيضا. اختاري يوما يكون الجو فيه غير ممطر.» «هذا لطف بالغ منك.» «آه، ليست المسافة بعيدة تماما.» •••
في غرفة الطعام، كان دادلي براون يأكل على مائدة صغيرة، وكانت هازل تأكل على مائدة أخرى. كانت تلك غرفة جميلة، حوائطها زرقاء ونوافذها عميقة في الجدران تطل على الميدان الرئيسي بالمدينة. لم تشعر هازل بالكآبة والإهمال اللذين كانا يهيمنان عليها في الردهة. كانت أنطوانيت تقوم بخدمتهما. قدمت خضراوات في أطباق تقديم فضية باستخدام أدوات تقديم صعبة الاستخدام بعض الشيء. كانت أنطوانيت مدققة جدا، بل كانت مترفعة للغاية في طريقة تقديمها. عندما لا تكون تخدم أحدا، كانت تقف إلى جانب البوفيه منتبهة مستقيمة، شعرها منتصب في الشبكة التي تلفه بها، سترتها مهندمة لا شية فيها، قدمها رشيقة وغير منتفخة في حذائها مرتفع الكعب.
قال دادلي إنه لن يتناول السمك. هازل أيضا رفضت تناوله.
قال دادلي: «أترين، حتى الأمريكيون ... حتى الأمريكيون لا يأكلون هذه الأشياء المجمدة، وتظنين أنهم سيعتادون عليها. كل شيء لديهم مجمد.»
قالت هازل: «أنا كندية.» ظنت أنه سيعتذر، متذكرا أن ذلك قيل له مرة من قبل، لكن لم يعرها أو تعرها أنطوانيت أي انتباه. كانا قد شرعا في نقاش جعلت نبرة حدته المعهودة يبدوان كما لو كانا متزوجين.
قالت أنطوانيت: «حسنا، لن آكل شيئا آخر ... لن آكل سمكا لم يكن مجمدا، ولن أقدمه. ربما كان ذلك لا بأس به في الأيام الخالية، عندما لم تكن هناك كل هذه المواد الكيميائية التي توجد الآن في الماء، وكل هذا التلوث. تمتلئ الأسماك بالتلوث الآن إلى درجة أننا نحتاج إلى تجميدها للقضاء عليه. هذا صحيح، أليس كذلك؟» قالت ذلك مستديرة جهة هازل. «يعلمون كل ذلك في أمريكا.»
قالت هازل: «كنت أفضل السمك المشوي.»
قالت أنطوانيت متجاهلة هازل: «إذن، السمك الآمن بالنسبة إليك هو السمك المجمد فقط ... شيء آخر، يأخذون أفضل الأسماك لتجميدها، أما الأسماك الأخرى التي لا تجمد تباع طازجة.»
قال دادلي: «أعطني إذن الأسماك غير المجمدة ... دعيني أجربها بالكيماويات.» «يا لك من أحمق! لن أضع أي قطعة من السمك الطازج في فمي.» «لن تنال فرصة تناول ذلك هنا. ليس هنا.»
ناپیژندل شوی مخ