تقول ألميدا مع إدارة المرأة وجهها الملطخ: «هناك دماء.»
يقول: «نزف من أنفها ... ليس حديثا.» ينحني ويمسك بالشعر الفظيع القريب من فروة الرأس ليمنعها من ضرب رأسها.
يقول: «هلا توقفت عن هذا الآن ... توقفي. اذهبي إلى المنزل، الآن. اذهبي إلى المنزل من حيث أتيت.» توقف الصوت الصادر عن فم المرأة. يهز رأسها قليلا محذرا إياها، قبل أن يترك شعرها: «اذهبي إلى المنزل!»
بإطلاق شعرها، تهب المرأة إلى الأمام، تنهض على قدميها. تستطيع السير. تترنح وتتعثر في الشارع، صانعة أصوات صراخ متقطعة حذرة. يراقبها جارفيس بولتر لبرهة ليتأكد أنها في طريقها إلى منزلها، ثم يأخذ ورقة كبيرة لزهور الأرقطيون، يمسح فيها يده. ويقول: «ها هو الجسد الميت يرحل!»
لأن البوابة الخلفية كانت مغلقة، سارا معا إلى البوابة الأمامية. البوابة الأمامية مفتوحة. لا تزال ألميدا تشعر بالغثيان. معدتها منتفخة، تشعر بالحرارة والدوار.
تقول في وهن: «الباب الأمامي مغلق ... خرجت من المطبخ.» لو أنه يتركها، فستذهب مباشرة إلى الحمام، لكنه يتبعها وصولا إلى الباب الخلفي وإلى القاعة الخلفية. يتحدث إليها في نبرة مرح مزعجة لم تسمعها منه من قبل. يقول: «لا داعي للانزعاج ... ليس هذا إلا نتيجة السكر. لا يجب أن تعيش آنسة كريمة وحدها على مقربة هكذا من حي سيئ.» يمسك بذراعها من فوق الكوع. لا تستطيع فتح فمها لتتحدث إليه لتشكره؛ فإذا فتحت فمها ستتقيأ.
ما يشعر جارفيس بولتر به في هذه اللحظة تجاه ألميدا روث لم يشعر به خلال جميع رحلات السير المشوبة بالحذر تلك، وجميع حساباته حول قيمتها المحتملة، احترامها الذي لا مراء فيه، وجمالها المقبول. لم يستطع تخيلها كزوجة. الآن، صار هذا ممكنا. يثيره بما يكفي شعرها السائب - الرمادي قبل أوانه، الكثيف، الناعم - وجهها المتورد بشدة، ملابسها الشفافة التي لا يجب أن يراها إلا زوجها، رعونتها، ارتباكها، حماقتها، حاجتها؟
يقول لها: «سأمر عليك لاحقا ... سأصطحبك إلى الكنيسة.»
عند ناصية شارعي بيرل ودوفرين صبيحة الأحد الماضي جرى اكتشاف - من قبل آنسة كريمة مقيمة هناك - جسد امرأة من شارع بيرل، ظن أنها ميتة لكن، كما اتضح، لم تكن إلا في حالة سكر بين. استفاقت من غيبوبتها الشديدة - أو غير ذلك - بسبب حزم السيد بولتر، جار وقاض مدني، والذي استدعي من قبل الآنسة الكريمة. حوادث من هذا النوع، غير لائقة ومزعجة ومخزية لمدينتنا، صارت مؤخرا شائعة جدا.
5
ناپیژندل شوی مخ