ويمكنه أن يعثر على تلك المؤخرة.»
لم تنظر أي منهما إلى الأخرى أو تقل شيئا حتى سارتا في الطريق السريع. ثم قالت مارجوت: «يا له من جريء، حتى يغني أغنية كهذه أمامنا. يا له من جرئ!» قالت هذا بازدراء وكأنها فتحت تفاحة ووجدت بها دودة.
لكن في اليوم التالي مباشرة، قبل وقت قليل من وصول الحافلة إلى نهاية رحلتها، بدأت مارجوت في الدندنة. دعت أنيتا للانضمام إليها، لاكزة إياها في جانبها فيما كانت عيناها تدوران في محجريهما. دندنتا معا نغمة أغنية رويل؛ ثم بدأتا في التلفظ بكلمات الأغنية، مخفيتين كلمة، ثم متلفظتين بالتالية في وضوح، حتى استجمعا أخيرا شجاعتهما وبدأتا في غناء الجملتين كاملتين، في بساطة وعذوبة مثلما في «يسوع يحبني». «كان يعلم أن العالم مستدير،
ويمكنه أن يعثر على تلك المؤخرة.»
لم ينبس رويل ببنت شفة. لم ينظر إليهما. نزل من الحافلة قبلهما ولم ينتظر لدى الباب. لكن قبل أقل من ساعة، في مدخل المدرسة، كان ودودا جدا. نظر أحد السائقين الآخرين إلى مارجوت وأنيتا، وقال: «حمولة جميلة هذه.» وقال رويل: «انظر أمامك، يا باستر.» متحركا أمامه بحيث لا يستطيع السائق الآخر مشاهدتهما وهما تصعدان إلى الحافلة.
في الصباح التالي قبل أن يبتعد عن المتجر، ألقى محاضرة. «آمل أن يكون لدي سيدتان محترمتان في الحافلة اليوم، وليس مثل الأمس. عندما تقول الفتاة أشياء لا تكون مثل قول الرجل لها. ينطبق الأمر نفسه على المرأة عندما تسكر. عندما تسكر المرأة أو تتفوه بأشياء قبيحة، تعرف أول ما تعرف أنها في مشكلة. فكرا في هذا الأمر قليلا.»
تساءلت أنيتا عما إذا كانتا غبيتين. هل بالغتا كثيرا؟ كانتا قد أزعجتا رويل وربما أثارتا اشمئزازه، جعلتاه يشعر بالقرف عند رؤيتهما، مثلما كان يشعر بالقرف من تيريسا. كانت تشعر بالعار والأسف وفي الوقت نفسه كانت تعتقد أن رويل لم يكن عادلا. وضعت تعبيرا على وجهها لتعبر عن ذلك لمارجوت، ماطة أطراف فمها إلى أسفل. لكن لم تأبه مارجوت. كانت تضرب أطراف أصابعها معا، ناظرة في رزانة وسخرية إلى رأس رويل من الخلف. •••
استيقظت أنيتا ليلا وهي تتألم ألما مبرحا. ظنت في البداية أنها قد استيقظت على وقع كارثة، مثل سقوط شجرة على المنزل أو تصاعد النيران من الألواح الخشبية في الأرضية. كان ذلك قبل وقت قصير من نهاية العام الدراسي. كانت قد شعرت بالغثيان في مساء اليوم السابق، لكن كان جميع من في العائلة يشتكي من الشعور بالغثيان، ويلقي باللائمة على رائحة الطلاء وزيت التربنتين. كانت والدة أنيتا تطلي مشمع الأرضية، مثلما كانت تفعل كل عام في هذا الوقت.
كانت أنيتا قد صرخت من الألم قبل أن تستيقظ بالكامل، وهو ما أيقظ الجميع. بينما ظن والدها أن من غير المناسب مهاتفة الطبيب قبل طلوع الفجر، هاتفته أمها على أي حال. طلب الطبيب الذهاب بأنيتا إلى والي، إلى المستشفى. هناك أجرى لها عملية وأزال لها الزائدة الدودية التي كانت على وشك الانفجار، التي كانت ربما ستقتلها في غضون ساعات قليلة. ظلت مريضة جدا لعدة أيام بعد إجراء الجراحة، وكان عليها المكوث قرابة ثلاثة أسابيع في المستشفى. حتى الأيام القليلة الأخيرة، لم يكن مسموحا بزيارة أحد سوى أمها.
كانت هذه بمثابة مأساة بالنسبة إلى العائلة. لم يكن والد أنيتا يمتلك المال الكافي لإجراء الجراحة ودفع مقابل الإقامة في المستشفى؛ كان سيبيع مجموعة من أشجار الإسفندان الصلب. رجع الفضل إلى أمها، عن حق، في إنقاذ حياة أنيتا، وطالما عاشت ظلت تذكر ذلك، مضيفة عادة أنها قامت بذلك في مخالفة لأوامر زوجها. (كان ذلك حقيقة مخالفا لرأيه.) في موجة طاغية من الاستقلال وتقدير الذات بدأت في قيادة السيارة، شيء لم تكن قد فعلته منذ سنوات. كانت تزور أنيتا كل عصر وتجلب لها أخبار البيت. كانت قد فرغت من طلاء المشمع، في تصميم بلون أبيض وأصفر عن طريق إسفنجة على خلفية داكنة الخضرة. كان مظهر المشمع يعطي انطباعا بمنظر مرعى بعيد تتناثر الزهور الصغيرة فيه. كان مفتش منتجات الألبان قد أثنى على هذا المشمع، عند تناوله العشاء معهم. كان عجل قد ولد في الجهة المقابلة من الجدول ولم يستطع أحد أن يعرف كيف وصلت البقرة إلى هناك. كانت نباتات العسلة تزهر وسط سياج الأشجار، وأحضرت باقة من أزهار تلك النباتات واستولت على زهرية من الممرضات. لم تكن أنيتا قد رأت جانب شخصيتها الاجتماعي فاعلا هكذا من قبل مع أي فرد من العائلة.
ناپیژندل شوی مخ