السعادة او خوشالي په انساني ژوند کې
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
د چاپ کال
1957 / 1958
ژانرونه
وقال أفلاطن الأحوال التي تتقلب عليها الرياسات خمسة واحدة منها صحيحة والباقي فاسدة فالصحيحة رياسة الملك وهي أولها والملك هو المحب للحكمة وغرضه إسعاد رعيته قال وإن الملك إذا لم يكن ذهبا خالصا ولكنه كان مختلطا بالنحاس أو الشبه أو الرصاص أو الفضة فإنه سينتقل إلى التجبر والتكبر لإفراطه في محبة الكرامة فإنه ليس يطيق أن يسمع لغيره حالة يستحق بها الكرامة فهو يجتهد في أن يغض ممن يجب أن يعزه وأن يضع ممن يجب أن يرفعه وهم ذو الأخطار والفضل والأقدار ولذلك نسميه صاحب غلبة الإسراف قال ثم أنه يتخبط إلى الشره والدناءة في الحرص على جمع المال قال فإنه ما شيء أسرع استحالة من استحالة الرجل الشاب المحب إلى محبة المال قال وإن المحب للمال ينسلخ من الفضائل كلها فيفارق العفة والنزاهة لحرصه ورغبته في الجمع ويفارق والنجدة لانحطاطه إلى مهانة التملق وإلى خساسة المكاسب الرديئة قال ويعدم الحكمة بواحده لأنه لا يستعمل فكرته إلا في جمع المال ولا يستخدم نفسه الغضبية إلا في جمع المال قال أبو الحسن وقد يجوز أن يقع هذه الإستحالات للواحد بعينه وقد يجوز أن تقع في نشوء بعد نشوء قال ثم إن الرياسة تنتقل إلى الجمع الكثير وغرضهم الحرية والخلاص من التعبد للسنة وللسادة حتى يفعل كل واحد ما شاء واشتهى غير متخوف من زاجر وآمر قال وسبب انتقال الرياسة إلى الجمع الكثير أنه إذا أحقد ذوي الأحساب ومن له تبع بالتجبر عليهم ثم يسلبهم أموالهم صاروا حربا له فقتلوه غيلة أو فتكا ومجاهرة لأنه لا منعة له فإذا قتلوه رفضوا السنن كلها المكتوبة وغير المكتوبة وسن كل واحد منهم لنفسه ما يشبهه قال وإنهم في أول أمرهم يستطيبون حالهم ثم إن الهناء ينقلب سريعا إلى الوحشة والكآبة والحسرة والعاهة ويقع لهم ذلك بزاول الأمن ووقوع المخافة لتباغي يعضهم على بعض حتى أن الأب يخاف ولده والسيد عبده والزوج زوجته قال ويعلمون حينيذ أن الرياسة من الأشياء الجارية بالطبع والواجبة بالضرورة قال ثم إنه تنتقل عنهم إلى المتغلب قال وذلك أن كل واحد من الجميع إذا خاف على نفسه وأهله وماله ورأى انتشار الأمر وتزيد البلاء تشاوروا فيما بينهم فلم يجدوا حيلة سوى أن يقلدوا واحدا على أنفسهم لأنا قد قلنا مرارا إن الرياسة من الأشياء الواجبة بالضرورة قال وإن المتغلب في أول أمره يجتهد في إدراك الصلاح وفي استدراك حسن الحال لهم والعلة في ذلك أن قوته في أول الأمر تكون بهم لأنهم السبب لرياسته فإذا قوي وذلك بأن يصير له التبع والخدم وعمل البعض لهم والبعض لنفسه ثم لا يزال متزيدا من حظ نفسه إلى أن يعمل في الحرية التامة وذلك بأن يعمل حميع ما يعمله على ما يشتهي لا على ما يعود بشيء من الصلاح عليهم فيصير حينئذ متغلبا وغرض المتغلب في الجملة ما هو خير لذاته وهو متلون لا يثبت على شيء واحد لأنه يحب أشياء كثيرة لحب الكرامة فيتجبر لذلك ويترفع ويتعظم ويحب المال فيشره لذلك ويجور ويظلم ويتشبه بالملوك مرة فيعدل قال وهو شر الجميع وبه يكون خراب العمارات وارتفاع البركات وقلة الأموال وكثرة العبرات والزفرات
ذكر السبب المولد للفساد
قال أفلاطن السبب المولد لتنقل الدول أولاد الملوك وذلك بأن يكونوا متشبهين لا مشبهين وسبب كون هؤلاء المتشبهين ترك الملوك رعاية حدود السنن وترخصهم في العدول عنها وذلك بأن لا يولدوا من السنية وهي ذات العقل والفطنة والخلق لكن من غير السنية وهي التي لا فطنة لها ولا خلق إما بالجمال والملاحة فيتولد منهما شيء مختلط كما يتولد من الذهب والنحاس شيء ثالث لا يكون ذهبا ولا نحاسا وكما يتولد من الفضة والحديد شيء ثالث ولا بد من أن يكون في الطبع شيء طبع لثالث الشيئين اللذين يكون منهما قال وإن المرأة إنما تربي أولادها على طبعها وتلقنها ما يكون في نفسها فتمدح المال والعز وتحببهما إلى الصبي وتثلب الولد وتذم جميع أحواله وأخلاقه فيصير الولد حربا للوالد من قبل أن يحارب غيره ثم إن تكمن من رياسة فانظر ماذا يصنع وأي شيء من السنن لا يغير قال وسبب آخر وهو أن يجعل تربيته تربية دلال وتربية إهمال ومن ينشأ على هذا لا يفلح أبدا وإن صب في إذنه ما صب وصور في عينه ما صور وذلك من قبل أن أضداد الخير قد تمكنت من نفسه ولهذا نقول بأن أولاد أكثر الملوك غير منجبين وإنه لا يهون تخليصهم إلا في النادر
في كيف يحدث الفساد
قال أفلاطن الفساد إنما يقع شيئا بعد شيء كالصلاح فإنه إنما يقع شيئا بعد شيء قال وأول ما يقع من الفساد الرغبة في الهزل مثل اللعب والمجون والبطالة قال ومتى جاء الهزل ذهب الجد قال ويتبع ذلك الميل إلى الشهوة واللذة قال ثم إنه يرتفع نظام الصلاح ويقع الفساد فتفشو الخيانة والكذب والحيلة والإفتعال بسبب الرغبة في المال والمنفعة لأستيلاء سلطان الشهوة ولفرط الميل إلى اللذة قال ثم إنه يتبع ذلك ارتفاع النصفة في المعاملة ويرتفع العدل من القسمة وتعدم النصيحة في الصناعة وتفتقد الصحة في المعاشرة والصدق في المخاطبة قال ويغلب التلبيس والغش والخيانة ويزول الأمن والثقة فإن باع الإنسان واشترى أو أودع أو قبل أمانة أو وديعة أو اخبر أو استخبر لم يكن على ثقة بل على خطر وغرر قال ويدرج ذلك مهنى ارتفاع الحياة في العيش وقال بعض الحكماء علامة الإقبال إقبال الرأي وعلامة الإدبار إدبار الرأي وعلامة إقبال الرأي توفر العناية في الجد وعلامة أدبار الرأي استحلاء الهزل
استيفاء القول في صفة المتغلب
قال أرسطوطيلس المتغلب عبد بالحقيقة وإن ظن به أنه ملك لأن شهواته قد استعبدته وهواه قد ملكه قال وهو فقير بالحقيقة وإن ظن به أنه غني لأنه لا يجتزى بما يناله ويطمع أبدا في مال غيره لشرهه قال وإنه لا وفاء لع ولا صديق لأن الشره قد تمكن منه فليس يمكنه لشرهه أن يثبت على وفاء ولا عقد ولا عهد قال وهو السكران التائه لغلبة الشره والحرص عليه قال وهو محشو من الآلام ومن الغموم والحسرات ويظن به أنه مغبوط قال وهكذا تكون حال كل شره وقال أفلاطن كل متغلب مغلوب من ذاته ومسترق قال وذلك أن نفسه الحيوانية قد استعبدت نفسه الإنسانية فليس له همة إلا في الإستيفاء من الشهوات وفي التمتع باللذات وغرضه من الرياسات التمكن من الشهوة واللذة قال وإنه يكون ليئما شحيحا بسبب محبته للمال فليس يبالي من أين اكتسب ويشتهي أن يكون نفقاته من مال غيره للؤمه وشحه قال وإنه يبغض السنن كلها ويقلب الفضائل بأن يعلى الرذائل عليها وذلك لأنه يسمي الحياء حمقا والعفاف جبنا والإقتصاد نذالة وقلة مروؤة ويجعل السرف كبر همة وشرفا وسخاوة ويسمي الحلم ضعفا والسفه رجلة ويسمي العدل سلامة ناحية والجور حسن فطنة قال وإنه يبغض كل جيد من أهل ويجتهد في أن يذلهم ويفقرهم وفي أن يفنيهم ويحب كل رديء ويشتهي أن يعزهم وأن يعينهم وأن يقويهم قال وذلك لأنه يبغض النجد الشجاع لأنه يخاف فتكه ويبغض الكيس الفطن لأنه يخاف تدبيره وحيلته ولأنه يعلم أنه ليس يذهب عليه ما يهم به فضلا عما يعمله ويبغض الكبير الهمة لترفعه عليه وذلك لأن همته لا تتركه أن ينحط إلى ما يليق بالحر قال ويبغض الغني المكثر لرغبته في ماله قال يمقت الناصح المشفق أشد من هؤلاء الذين ذكرنا هم لأنه لا يطيق أن يرى من يمنعه مما يريد قال فهم حريص على إذلال هؤلاء وإفقارهم وعلى قتل بعضهم فلا بد من أن يجمع على نفسه الجمع الكبير ليبلغ بهم إلى ما يريد والذي يريد إنما هو الفساد والرديء فهو لايطيعه فيه إلا رديء فاسد فهو إذن يستتبع كل رديء فاسد خبيث من لص وقاطع طريق وعيار خليع ومتهور فاتك يجمعهم على نفسه وإن الجمع لا يثبت معه إلا بأجرة فهو إذن يحتاج أن يأخذ من الأفاضل الجياد ويسخطهم ليدفعه إلى الأردياء الأنذال ويرضيهم قال ولذلك أقول بأن المتغلب مربوط بضرورة مغبوطة للجهل قال والضرورة أنه لا يمكن أن يعيش إلا بالأردياء فهو مضطر إليهم ويظن بنفسه أنه في غبطة لجهله وهوشقي منحوس بالحقيقة وكلما عاش أكثر كان شقاؤه أكثر قال وإنه يصير لشدة حرصه على الحرية إلى العبودية التامة وهكذا كل شيء له ضد فإنه سيستحيل إلى ضده إذا انتهى إلى منتهاه قال وذلك لأنه يحتاج أن يتعبد لمن تعزز بهم وأن يتسخر لمن اعتضد بهم لأنه يحتاج أن يسعى لكفايتهم ولما يربطهم عليه فهو كالأجير المستكد لهم وكالعبد الذليل
في حكمة وزير المتغلب وصفته
قال أفلاطن إنه ليست الحكمة عند من يريد أن يحظى عند المتغلب وينال مكانة عنده إلا معرفة ما يقر به من هواه وذلك بأن يعرف ما يرضيه ويسخطه ويحبه ويكرهه ويوحشه ويؤنسه وأن كيف ينبغي أن يدنى منه وكيف ينبغي أن يبعد عنه وبأي شيء يستدرك رضاه إذا غضب ويرد رأيه إذا نفر قال وإن الواحد من أهل الزيغ إذا عرف هذا ظن أنه الحكيم وخف الناس عنده فإن نال مع ذلك قربا منه فإنه يحتشى من الكبر والزهو ما لا غاية له ويستبطن كيسا لا محصول له وعجبا لا غاية له قال وإن الذي لا يعلم شيئا من الأشياء يظن أنه عالم بكل شيء ولذلك لا يستشير ولا يقبل الرأي إن ابتدئ به فإنه لا يسهل عليه استماع ما يخالف رأيه قال وإنه للرغبة في التقرب إلى هذا السبع الضاري والحيوان القاتل أعني المتغلب يسمي جميع الأشياء بحسب موافقة هذا الحيوان فيسمي ما يحبه خيرا و إن كان شرا وما يكرهه شرا وإن كان خيرا ويسمي الجور عدلا والعدل جورا
القول في أقسام المدن
ناپیژندل شوی مخ