السعادة او خوشالي په انساني ژوند کې
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
د چاپ کال
1957 / 1958
ژانرونه
القسم الأول السعادة والإسعاد و ما ينفع إلى الوصول إليها و ما يضر
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو الحسن محمد بن يوسف أبي ذر رضي الله عنهما الحمد لله الذي سبقت مشيئته للرحمة منا وفضلا وأظهر سلطانه بالفطرة جودا وطولا ثم عطف على ما خلق بسوابغ آلائه فخمرهم بها ظاهرا وباطنا وأولا وآخرا وابتدأهم بإحسانه وعرضهم لإنعامه ونهج لهم سبل الكرامة ثم نبههم عليه ودعاهم إليه وأمرهم بالجد والمصابرة عند فترة الطلب وخدعة الراحة من النصب وبالمعاونة والمؤازرة عند ظلمة اللبسة وحيرة الشبهة وبالإستقامة والمثابرة عند تبيين الطريقة من بعد أن أودعهم الفطنة وسخر لهم فهم البيان والإشارة وسبيل العبارة والإبانة ليعرفوا ما ينفعهم في الوصول إلى الطوبى والسعادة فيلتزموه وما يضرهم فيجتنبوه وليعرفوا غيرهم ذلك فيسعدوه وقد أودعنا في كتابنا هذا المشروع الذي شرعه الله لعباده الفائزين إلى السعادة والإسعاد
تقسيم السعادة إلى إنسية وعقلية
وعقلية قال أبو الحسن كل واحد من السعادتين ينقسم إلى قسمين إحداهما السعادة المطلقة و الأخرى المقيدة والسعادة المطلقة هي التي ينال صاحبها الأفضل من الخيرات البدنية والنفسية والخارجة ويساعدها الجد والإتفاقات في عمره كله ويفعل صاحبها الأفضل في جميع أوقاته وأحواله وأما المقيدة فهي التي لا ينال صاحبها الأفضل لكنه يفعل الأفضل على قدر حاله وأفلاطن وأرسطوطيلس يصفان المطلقة لا المقيدة قال أبو الحسن السعادة في الجملة استكمال الصورة والصورة صورتان وكلاهما للنفس الناطقة إحداهما التعقل وهي إنما تكون للنفس الناطقة الروية والأخرى العقل وهي استكمال الناطقة النظرية
في السعادة الإنسية والعقلية
هل موضوع واحد أو موضوعان وكل واحد منهما تامة أم احداهما ناقصة
قال فرفوريوس السعادة إنما هي استكمال الإنسان صورته وكمال الإنسان بحسب ما هو إنسان في الأفعال الإرادية وكماله بحسب ما هو ملك وعقل في النظر وكل واحد من الكمالين تام عند كل واحد من الموضوعين فإن قيس أحدهما إلى الآخر كان الكمال الإنسي ناقصا قال أبو الحسن يريد بالأفعال الإرادية الإختيارية وأقول الموضوع للسعادة الإنسية البدن والنفس البهيمية الشهوانية والنفس الناطقة المرتابة وهي التي لها علم الأعمال قلت والموضوع للسعادة العقلية النفس الناطقة النظرية وهي التي تطلب ما تعلم لتعلم فقط لا لشيء آخر سوى النظر فيما يعلم
في الفصل بين السعادتين
قال أرسطوطيلس السعادة الإنسية وإن كانت تامة كاملة فإنها ليست في النهاية الكفاية وذلك أن التامة في النهاية هي المكتفية بنفسها وليست هي كذلك وذلك أن السعادة الإنسية محتاجة إلى البدن للفضائل البدنية ومحتاجة إلى البدن أيضا إذ كان الفضائل الخلقية محتاجة إلى الأبدان وهي محتاجة إلى النفس البهيمية الشهوانية وإلى النفس الناطقة المرتابة قال وأما السعادة العقلية فإنها مكتفية بنفسها وبسيطة ويظن بها أنها شيء إلاهي فإنه ليس يجوز أن ينسب إلى الله شيء من الفضائل إلا العلم قال وأما قولنا في الله أنه عدل فليس من جهة أن له معاملات لكن من جهة أخرى قال أبو الحسن الحكيم قادر على استعمال الرأي وإن لم يكن له العناء والتصرف والحسب والعز وإن لم يكن متصرفا في أعمال النجد ولا في أعمال الحرفة ولا في أعمال العدالة أو كبر الهمة قال وأقول هذه السعادة هي المطلوبة لذاتها فإنه ليس وراء هذه شيء سوى استعمال الرأي المطلوب لذاته هو الذي لا يراد منه شيء آخر سوى الفعل قال والسعيد الفاضل لا يشتهي أن يكون له تمام آخر غير ذاته قال وهذه السعادة لذيذة في نفسها لأن الإلتذاذ هو نفساني
ناپیژندل شوی مخ