قال - وهو يدفع مقعده إلى الخلف لكن دون أن ينهض: «مستحيل أن تكوني قد فعلت.»
قالت: «صدق أو لا تصدق؛ لكني فعلته.» - «لقد فعلته حقا إذن، كيف؟» - «السم.» - «ماذا تقولين؟ هل جعلتهم يشربون من هذا الشاي اللعين أم ماذا؟» - «ليس هم، بل هي. لا شيء في الشاي؛ من المفترض أنه يطيل العمر.» - «لا أريد أن يطول بي العمر لو أن هذا يعني أن أشرب شيئا بغيضا كهذا. يمكن أن يكتشفوا السم في الجسد حين يموت على كل حال.» - «لا أعتقد أن هذا ينطبق على سموم الخضراوات. على كل لن يخطر على بال أحد أن يتحرى الأمر. كانت واحدة من تلك الفتيات اللواتي أصبن بحمى روماتيزمية في طفولتها ولازمتها طويلا، لم تكن تستطيع أن تمارس الرياضة أو أي شيء، وكان عليها أن تجلس دائما وتستريح. ما كان موتها ليفاجئ أحدا.» - «ماذا فعلت لتقتليها؟» - «كانت الفتاة التي أحبها زوجي. كان سوف يتركني ليتزوجها. كان قد أخبرني بذلك. فعلت كل شيء من أجله. كنا نبني هذا البيت معا؛ كان كل شيء لي في الحياة. لم ننجب أطفالا لأنه لم يرغب في ذلك. تعلمت النجارة وكنت أخاف من تسلق السلالم النقالة لكني تعلمت. كان كل حياتي، ثم كان سيهجرني من أجل تلك الشكاءة عديمة الفائدة التي تعمل في مكتب التسجيل. كانت ستفوز بكل الحياة التي بنيناها معا، هل هذا عدل؟!» - «كيف يمكن للمرء أن يحصل على السم؟» - «لم أضطر لهذا؛ كان نابتا في الحديقة الخلفية، هنا. كانت هناك رقعة من نبات الراوند منذ سنوات مضت. تحتوي عروق أوراق الراوند على سم كاف تماما. ليس الثمرة. إننا نأكل الثمرة. الثمرة طيبة؛ لكن العروق الحمراء الصغيرة في أوراق الراوند الكبيرة سامة. عرفت هذا، لكن يجب أن أعترف أني لم أعرف بالضبط ماذا يجب أن أفعل ليكون فعالا، لهذا ما فعلته كان أقرب إلى التجربة. عوامل مختلفة ساعدتني؛ أولا، كان زوجي يحضر مؤتمرا في مينيابوليس. كان يمكن أن يصطحبها بالطبع، لكن حينها كانت الإجازات الصيفية، وهي موظفة صغيرة يجب عليها الحفاظ على سير العمل في المكتب. وشيء آخر أنها ربما لم تكن وحدها تماما، فربما كان هناك شخص آخر. وعلاوة على ذلك، ربما كانت ترتاب في أمري. اضطررت أن أفترض أنها لا تعرف أني عرفت، وأنها ما زالت تعتقد أني صديقة. كانت تأتي إلى البيت؛ كنا أصدقاء. اضطررت أن أعتمد على طبع زوجي الذي يؤجل كل شيء، بحيث يخبرني ليرى كيف سأتقبل الأمر لكن دون أن يخبرها بعد أنه أخبرني. قد تقول: لماذا تتخلصين منها إذن؟ ربما كان لا يزال زوجك يدرس الأمر.» «كلا، كان سوف يتمسك بها بطريقة ما. وحتى إن لم يفعل، فقد تسممت حياتنا بسببها. سممت حياتي؛ لهذا يجب أن أسمم حياتها.» «خبزت فطيرتين، واحدة بها العروق السامة والأخرى سليمة، بالطبع علمت السليمة، قدت سيارتي إلى الجامعة، وأحضرت كوبين من القهوة وذهبت إلى مكتبها. لم يكن هناك أحد غيرها. قلت لها إني حضرت إلى البلدة، وبينما كنت أمر بالجامعة رأيت ذلك المخبز الصغير الذي يمدحه زوجي دائما بسبب قهوته ومخبوزاته؛ لذا توقفت واشتريت زوجين من الفطائر والقهوة. كانت وحيدة تماما بعد أن غادر البقية لقضاء إجازاتهم، وأنا وحيدة تماما وقد ذهب زوجي إلى مينيابوليس. كانت لطيفة وممتنة. قالت إنها ضجرة جدا والكافيتريا مغلقة؛ لهذا تضطر إلى الذهاب إلى مبنى العلوم لشرب القهوة، وهناك يضعون في القهوة حمض الهيدروكلوريك، وضحكت. وهكذا أقمنا حفلنا الصغير.»
قال: «أكره الراوند. ما كان ليؤثر في.» - «لقد أثر فيها. اضطررت أن أخاطر بأن يسري مفعوله سريعا، قبل أن تدرك ما أصابها وتضطرب معدتها؛ لكن ليس بسرعة بالغة بحيث تربط ما حدث لها بوجودي. كان يجب أن أكون بعيدة وهذا ما فعلته. كان المبنى خاليا، وعلى حد علمي لم يرني أحد عند وصولي أو مغادرتي. بالطبع كنت أعرف أيضا بعض الطرق الخلفية.» - «تظنين نفسك ذكية. أفلت بدون دفع الثمن.» - «ولكنك أنت أيضا فعلت الشيء نفسه.» - «ما فعلته لم يكن مخادعا مثل ما فعلته أنت.» - «كان ضروريا لك.» - «بالطبع كان ضروريا.» - «وكان ما فعلته ضروريا لي؛ احتفظت بزواجي؛ أدرك في النهاية أنها لا تصلح له، كانت سوف تثقله بالأعباء بالتأكيد، كانت من ذلك النوع بالضبط، ما كانت لتزيده إلا هما، كان يدرك ذلك.» - «من الأفضل ألا تكوني قد وضعت شيئا من ذلك السم في البيض. سوف تندمين لو أنك فعلت.» - «بالطبع لم أفعل هذا. ما كنت لأرغب في هذا؛ هذا ليس عملا تفعله بانتظام. أنا لا أعرف شيئا فعليا عن السم، كانت صدفة أني عرفت تلك المعلومة الصغيرة.»
وقف بغتة حتى إنه أوقع الكرسي الذي كان يجلس عليه. لاحظت أنه لم يتبق إلا قليل من النبيذ في الزجاجة.
قال: «أحتاج المفاتيح للسيارة.»
عجزت عن التفكير للحظة.
كرر طلبه: «مفاتيح السيارة، أين وضعتها؟»
يمكن أن يحدث ما تخشاه، ما إن تعطيه المفاتيح حتى يمكن أن يقتلها، هل سيفيدها أن تخبره أنها تحتضر بسبب السرطان؟ يا للغباء! لن يفيدها ذلك مطلقا. الموت بالسرطان في المستقبل لن يمنعها من التحدث اليوم.
قالت: «لا أحد يعرف ما أخبرتك به، أنت الشخص الوحيد الذي أخبرته.»
لن يفيد كل هذا على الإطلاق. لم يلتقط عقله الأفضلية التي منحته إياها على الأرجح.
ناپیژندل شوی مخ