93

سعاده مفرطه

سعادة مفرطة

ژانرونه

كان رأس الرجل العجوز مائلا للجانب، ورأس المرأة العجوز مائلا للوراء. اختفت تعبيرات وجهيهما. سقطت الأخت إلى الأمام فلم يظهر وجهها، وظهر فقط ركبتاها الضخمتان المغطاتان بالقماش الوردي، ورأسها الداكنة بتسريحة متقنة وقديمة الطراز.

وتابع قائلا: «كان يمكن أن أبقى هناك سعيدا بما فعلت لأسبوع كامل. شعرت باسترخاء شديد، لكني لم أبق بعد الظلام. حرصت على تنظيف نفسي تماما، وأكلت كل الدجاج، وعرفت أنه من الأفضل أن أترك المكان. كنت مستعدا لمجيء خالتي ريني، لكني كنت قد خرجت من المزاج الذي كنت فيه، وعرفت أني يجب أن أحفز نفسي لكي أقتلها. لم أشعر برغبة في هذا فحسب. ربما لأني كنت شبعانا؛ لقد كانت دجاجة كبيرة. أكلتها كلها عوضا عن أن أغلفها لآخذها معي لأني خفت أن تشم الكلاب رائحتها وتهيج حين أمشي في الطرق الخلفية كما قررت. اعتقدت أن هذه الدجاجة سوف تكفيني أسبوعا، ومع ذلك، انظري كم كنت جائعا عندما وصلت إلى هنا.»

نظر في أرجاء المطبخ، وقال: «لا أظن أن لديك شيئا يشرب هنا، أليس كذلك؟ كان الشاي بشعا.»

قالت: «ربما لدي بعض النبيذ، لا أعرف، لا أشرب الآن ...» - «هل أنت عضو بجمعية مدمني الكحوليات المجهولين؟» - «كلا، الكحول لا يناسبني فحسب.»

نهضت واكتشفت أن ساقيها ترتعشان. بالطبع.

قال: «عطلت خط التليفون قبل أن أدخل إلى هنا، ظننت أنك يجب أن تعرفي هذا فقط.»

هل يصبح متهاونا وأكثر هدوءا عندما يشرب أم أكثر دناءة وشراسة؟ كيف لها أن تعرف؟ وجدت النبيذ بدون أن تضطر إلى مغادرة المطبخ. اعتادت هي وريتش أن يحتسيا النبيذ الأحمر بكميات معقولة لأنه من المفترض أنه جيد للقلب، أو ضار لشيء آخر وليس جيدا للقلب. في وسط رعبها وارتباكها عجزت عن أن تفكر ماذا كان يسمى هذا!

كانت مرعوبة بالطبع، ولن تساعدها حقيقة أنها مريضة بالسرطان في اللحظة الحالية؛ إطلاقا. لم تستطع حقيقة أنها سوف تموت خلال سنة أن تخفف من فزع حقيقة أنها قد تموت الآن. - «مرحى، هذا نوع جيد. ليس لها غطاء دوار. هل لديك نازعة سدادات؟»

تحركت نحو أحد الأدراج، لكنه قفز ونحاها جانبا ؛ ليس بخشونة مفرطة. - «كلا، وجدته. ابقي بعيدا عن هذا الدرج. واو! توجد هنا أشياء جيدة كثيرة.»

وضع السكاكين على مقعد كرسيه حيث لا تستطيع أبدا الوصول إليها واستخدم نازعة السدادات. لم يفتها أن تفكر إلى أي مدى قد تكون الآلة التي في يده مؤذية، لكن لا احتمال ولو ضئيلا أنه يمكنها هي نفسها أن تستخدمها في أي وقت.

ناپیژندل شوی مخ