هز كتفه بلا اكتراث، لكنه بدا راضيا عن نفسه. - «هل هذه سيارتك التي أمام المنزل؟» - «سيارة زوجي.» - «زوجك؟ أين هو؟» - «لقد مات. أنا لا أقود السيارات. أنوي بيعها، لكني لم أفعل بعد.»
يا لها من حمقاء! يا لها من حمقاء لتخبره هذا! - «موديل 2004؟» - «أعتقد هذا. نعم.» - «لدقيقة اعتقدت أنك سوف تحاولين خداعي في موضوع الزوج هذا، لكن هذا ما كان ليفلح. أستطيع أن أعرف إن كانت المرأة وحيدة أم لا. أعرف ذلك من أول لحظة أدخل فيها إلى المنزل، اللحظة التي تفتح فيها الباب؛ إنها غريزة. إذن هل السيارة بحالة جيدة؟ هل تعرفين آخر يوم قادها فيه؟» - «17 من يونيو. اليوم الذي مات فيه.» - «هل فيها غاز؟» - «أعتقد هذا.» - «جميل لو أنه ملأها قبل ذلك مباشرة، هل لديك المفاتيح؟» - «ليست معي، لكن أعرف مكانها.»
قال: «لا بأس.» دفع كرسيه إلى الوراء ضاربا قطعة من حطام الطبق. نهض واقفا، وهز رأسه مندهشا، ثم جلس ثانية. - «أنا متعب؛ يجب أن أجلس دقيقة. اعتقدت أني سوف أتحسن بعد أن آكل. كنت ألفق مسألة السكري.»
دفعت كرسيها فقفز واقفا. - «ابقي مكانك؛ لست متعبا إلى درجة أني لا أستطيع أن أمسكك، لقد مشيت الليل كله فحسب.» - «كنت سأحضر لك المفاتيح فقط.» - «انتظري حتى أقول لك. مشيت على طول خط السكة الحديدية. لم أر أي قطار. مشيت كل الطريق إلى هنا ولم أر قطارا واحدا.» - «نادرا ما يمر قطار.» - «نعم، حسنا. مشيت في طريق جانبي تحوطه بلدات صغيرة عشوائية، ثم طلع النهار وكنت على ما يرام، وعبرت تقاطع الطريق جريا، ثم نظرت إلى هذا الاتجاه ورأيت المنزل والسيارة، وقلت لنفسي: هذا هو. يمكن أن آخذ سيارة العجوز، لكن كنت لا أزال محتفظا ببعض العقل.»
أدركت أنه أرادها أن تسأله ماذا فعل. كانت متأكدة كذلك أنه من الأفضل لها ألا تعرف كثيرا عنه.
ثم فكرت لأول مرة منذ أن دخل المنزل في سرطانها، فكرت كيف حررها، منع عنها الخطر. - «لماذا تبتسمين؟» - «لا أعرف، هل كنت أبتسم؟» - «أعتقد أنك تحبين الاستماع إلى القصص. تريدين مني أن أحكي لك قصة؟» - «ربما أفضل أن ترحل.» - «سوف أرحل، لكن سأحكي لك قصة أولا.»
وضع يده في جيبه الخلفي. قال: «انظري. أتودين أن تري صورة؟ انظري.»
كانت صورة لثلاثة أشخاص، التقطت لهم في غرفة معيشة مع ستائر بنقوش وردية مغلقة في الخلفية. رجل كبير في السن - ليس عجوزا جدا؛ ربما في الستينيات من عمره - وامرأة بنفس العمر يجلسان على أريكة. امرأة أصغر شديدة الضخامة كانت تجلس على كرسي متحرك مسحوب إلى طرف من طرفي الأريكة وإلى أمامها قليلا. كان العجوز سمينا وذا شعر رمادي، وعينين ضيقتين وفم منفرج قليلا، كما لو أنه يعاني من ضيق في الصدر، لكنه مع ذلك يضحك بقدر ما يستطيع. وكانت المرأة العجوز أصغر حجما جدا، ذات شعر أسود مصبوغ وأحمر شفاه، ترتدي ما كان يسمى قميصا فلاحيا، مع فيونكات حمراء عند المعصمين والرقبة. تبتسم بتصميم، بل بهياج ما، بشفاه ممطوطة فوق أسنان تالفة على الأرجح.
لكن من احتكر الصورة كانت المرأة الأصغر عمرا. بارزة وضخمة في فستانها الفضفاض اللامع، وبشعرها الداكن المصفف في صف من التمويجات الصغيرة على جبينها، وبوجنتيها المترهلتين إلى رقبتها. وعلى الرغم من كل هذه البروزات اللحمية، ارتسم على وجهها تعبير من الرضا والمكر. - «هذه أمي وهذا أبي، وهذه أختي مادلين، في الكرسي المتحرك.» - «مرحة منذ مولدها؛ فلا شيء - لا طبيب ولا أي أحد - يمكن أن يزعجها. وتأكل مثل الخنزير. كان بيننا ضغائن طوال الوقت. كانت تكبرني بخمس سنوات وبدأت تعذبني. ترمي علي أي شيء يمكن أن تصل إليه يداها، وتوقعني أرضا، وتحاول أن تمشي فوقي بكرسيها المتحرك اللعين. معذرة على قذارة ألفاظي.» - «لا بد أن هذا كان قاسيا عليك، وقاسيا على والديك.» - «هاه، استسلموا له وسلموا به. لقد ذهبوا إلى الكنيسة وقال لهم الواعظ إن تلك الفتاة هدية من الله، أخذاها إلى الكنيسة وعوت اللعينة مثل قطة ملعونة في الفناء الخلفي وقالوا أوه! تحاول أن تدندن، أوه! الرب يباركها، اللعينة. معذرة مرة أخرى.»
وأردف: «لهذا لم أزعج نفسي كثيرا بالارتباط بالبيت، رحلت وصنعت حياتي. قلت: حسنا، لن أبقى معلقا بهذا الهراء؛ لدي حياتي الخاصة. حصلت على عمل. أحصل دائما على عمل. لم أجلس يوما على مؤخرتي سكران بمال الحكومة، على عجيزتي، أقصد. لم أطلب من أبي فلسا قط. أنهض وأطلي سطحا في درجة حرارة تسعين، أو أنظف الأرض في مطعم قديم نتن، أو أعمل ميكانيكيا في ورشة محتالة عفنة. كنت أفعل ذلك، لكن لم أكن مستعدا دائما لتحمل مساوئهم؛ لذا لم أكن أتحمل طويلا. أولئك اللعينون يمنون دائما على من هم مثلي، ولم أتحمل هذا. أنا من بيت محترم عمل والدي حتى منعه المرض الشديد؛ عمل في الحافلات. لم أرب على تقبل الإهانة. مع ذلك، لا عليك. ما كان يقوله لي والداي دائما إن المنزل لك، إن المنزل مدفوع ثمنه كله، وهو في حالة جيدة وملكك. هذا ما قالاه لي. نعرف أنك عانيت هنا حين كنت صغيرا، ولولا ذلك لكنت حصلت على تعليم جيد؛ لهذا نريد أن نعوضك بالطريقة التي نستطيع تعويضك بها. ومنذ فترة قصيرة، تكلمت مع أبي في التليفون، وقال: طبعا أنت تفهم الاتفاق. قلت: أي اتفاق؟ فقال: إنه اتفاق إذا وقعت على الأوراق أنك سوف ترعى أختك طوال حياتها. قال: إنه بيتك فقط ما دام كان بيتها أيضا.» - «يا إلهي! لم أسمع هذا من قبل قط، لم أسمع أن هذا هو الاتفاق من قبل. اعتقدت دوما أن الاتفاق هو، عندما يموتان سوف تدخل إلى دار ما، ولن تعيش في بيتي.» - «لهذا قلت لأبي: لم أفهم هذا، وقال: لقد جهزنا كل شيء لك لتوقع، وإذا كنت لا تريد أن توقع فليس عليك هذا. خالتك ريني سوف تراقبك أيضا، فإذا متنا فسوف تراقب التزامك بالترتيبات.» - «آه، خالتي ريني، أخت أمي الصغرى وهي كلبة حقيرة.» - «قال: أيا كان، سوف تراقبك خالتك ريني، وفجأة، غيرت نبرتي. قلت: حسنا، أعتقد أن المسألة سوف تسوى بهذه الطريقة، وأعتقد أنها تسوية عادلة. حسنا، حسنا، هل تمانع أن أحضر ونتناول العشاء يوم الأحد القادم؟» - «قال: يمكنك المجيء بالتأكيد، سعيد أنك أصبحت تنظر للمسألة من المنظور الصحيح. أنت دائما مندفع متعجل، في سنك يجب أن تكون عاقلا.» - «قلت لنفسي: بل عليك أن تقول مضحكا.» - «لذا ذهبت إلى هناك، وطبخت أمي دجاجا. شممت رائحة طيبة حين دخلت إلى المنزل، ثم شممت رائحة مادلين؛ رائحتها الكريهة القديمة نفسها التي لا أعرف سببها، لكن حتى لو حممتها أمي كل يوم تظل الرائحة كما هي. لكنني تصرفت بلطف. قلت هذه مناسبة هامة، يجب أن ألتقط صورة لكم. قلت لهم لدي كاميرا رائعة جديدة فورية، وتستطيعون رؤية الصورة. في لمح البصر تستطيع أن ترى صورتك، ما رأيك في هذا؟ وأجلستهم جميعا في الغرفة الأمامية بالطريقة التي رأيتها. تقول أمي: أسرع، يجب أن أعود إلى مطبخي. قلت: في لمح البصر. التقطت الصورة إذن وقالت: هيا، لنر كيف نبدو، فقلت: انتظروا، اصبروا، لن تستغرق أكثر من دقيقة. وبينما كانوا ينتظرون ليروا كيف بدوا في الصورة أخرجت مسدسي الصغير اللطيف وبيج بانج بام، وقضيت عليهم، ثم التقطت صورة أخرى وذهبت إلى المطبخ وأكلت بعضا من الدجاج، ولم أنظر إليهم بعد ذلك. توقعت أن أجد خالتي ريني لكن أمي قالت إن لديها عملا ما في الكنيسة. كنت سوف أطلق عليها النار أيضا بالسهولة نفسها. انظري هنا. قبل وبعد.»
ناپیژندل شوی مخ