90

سعاده مفرطه

سعادة مفرطة

ژانرونه

أغلق الباب خلفه وانحنى ليخلع حذاءه.

قالت: «لا داعي، إنها لا تمطر، أو شيء من هذا القبيل.» - «مع ذلك، فمن الأفضل أن أخلعه؛ إنها عادة لدي. قد أترك لك آثار تراب بدلا من وحل.»

ذهبت إلى المطبخ؛ إذ لن تستطيع أن تجلس مرة ثانية قبل أن يترك المنزل.

فتحت الباب له بينما يصعد درجات السلم.

قالت: «هل كل شيء بخير؟ هل وجدته؟» - «كل شيء على ما يرام.»

كانت تقوده إلى الباب الأمامي، ثم أدركت أنها لا تسمع خطوات وراءها. استدارت ورأته واقفا في المطبخ. - «لا يبدو أن لديك أي شيء تعدينه لي لآكله، أليس كذلك؟»

كان هناك تغير في صوته؛ بحة، وارتفعت حدته؛ مما جعلها تتذكر ممثلا كوميديا تليفزيونيا ينتحب انتحابا قرويا. رأت تحت ضوء النهار في المطبخ أنه ليس صغير السن جدا. حين فتحت الباب لم تر إلا جسدا نحيفا، وجها معتما في مواجهة وهج النهار. كان الجسد، كما تراه الآن، نحيفا بالتأكيد، لكنه هزيل أكثر منه صبيانيا، به تحدب بسيط. كان وجهه طويلا ولينا، ذا عينين زرقاوين زرقة فاتحة وجاحظتين. كانت له نظرة مرحة، لكنها ثابتة، كأنه عموما يفرض إرادته.

قال: «أنا مريض بالسكري. لا أعرف إن كنت تعرفين أي شخص مصاب بالسكري، لكن الواقع هو أن مريض السكري، حين يجوع، يجب أن يأكل، وإلا يتصرف الجسد كله بغرابة. كان يجب أن آكل قبل أن أحضر إلى هنا، لكني كنت متعجلا، هل تمانعين أن أجلس؟»

كان يجلس فعليا إلى مائدة المطبخ. - «هل لديك قهوة؟» - «لدي شاي، شاي بالأعشاب، إذا كنت تحبه.» - «بالتأكيد، بالتأكيد.»

عايرت الشاي في الكوب، وأشعلت الغلاية الكهربائية، وفتحت الثلاجة. - «ليس لدي طعام كثير. عندي بعض البيض. أحيانا أخفق بيضة وأضع عليها كاتشب، هل تحب هذا؟ لدي فطائر إنجليزية يمكن أن أحمصها.» - «إنجليزية، أيرلندية، يوكورية، لا أبالي.»

ناپیژندل شوی مخ