43

سعاده مفرطه

سعادة مفرطة

ژانرونه

تضحك المعلمة. تقول: «حسن. حسن. فكري في الديك. قبل أن تبدئي العزف، فكري في الديك.»

ثم، ربما لكي تعوض عن ضحكتها؛ إذ تشعر بحرج الطفلة، تقترح أن تذهبا إلى حديقة ويلينجدون لتريا إن كان كشك الآيس كريم قد فتح بمناسبة حلول الصيف. - «هل يشعرون بالقلق إذا لم تحضري إلى المنزل مباشرة؟» - «يعرفون أني معك.»

كشك الآيس كريم مفتوح لكن الاختيارات محدودة. لم يحضروا النكهات الألذ بعد. تختار الطفلة الفراولة، وقد حرصت هذه المرة على الاستعداد للسؤال، في وسط غبطتها وانفعالها. تختار المعلمة مذاق الفانيليا، كما يفعل الكثير من الكبار، ومع أنها تمزح مع البائع، تخبره أن يسرع ويضع زبيب الرم وإلا فلن تحبه بعد الآن.

لعل هذا قد تزامن مع تغيير آخر، فعند سماع المعلمة تتحدث بهذا الأسلوب، بالنبرة اللعوب التي تتحدث بها البنات الكبيرات، تسترخي الطفلة. من الآن فصاعدا تكتسب مزيدا من السيطرة على عاطفتها المشبوبة نحو المعلمة، لكنها سعيدة تماما. اتجهتا بالسيارة إلى الميناء لتشاهدا القوارب الراسية، وتقول المعلمة إنها أرادت دائما أن تعيش في عوامة. ألن يكون ممتعا؟ تقول المعلمة، وبالطبع توافقها الطفلة. تختاران القارب الذي يمكن أن تختاراه للعيش. إنه صناعة يدوية، ومدهون بالأزرق الفاتح، مع صف من النوافذ الصغيرة عليها أصص نبات إبرة الراعي.

يؤدي هذا إلى حديث عن المنزل الذي تعيش فيه الطفلة الآن، والمنزل الذي اعتادت أن تعيش فيه المعلمة. وعلى نحو ما بعد هذا، في طريقهما، عادتا كثيرا إلى ذلك الموضوع. تقر الطفلة أنها تحب أن يكون لديها غرفة نومها الخاصة بها، لكنها لا تحب العتمة في الخارج. تعتقد في بعض الأحيان أنها تسمع صوت حيوانات برية خارج نافذتها.

أي حيوانات برية؟

دببة، أسود. تقول أمها إنها في الأدغال وتحذرها من الذهاب إلى هناك. - «هل تركضين وتذهبين إلى سرير أمك حين تسمعينها؟» - «يفترض ألا أفعل ذلك.» - «يا إلهي! لماذا؟» - «جون هناك.» - «ما رأي جون في الدببة والأسود؟» - «يعتقد أنها مجرد غزلان.» - «هل غضب من أمك بسبب ما قالته لك؟» - «لا.» - «أعتقد أنه لا يغضب أبدا.» - «جن جنونه إلى حد ما ذات مرة، حين سكبنا أنا وأمي كل نبيذه في الحوض.»

تقول المعلمة إنه من المثير للشفقة أن تخافي من الغابة طول الوقت. تقول: إن بها مسالك يمكن أن تمشي بها، ولن تزعجك الحيوانات البرية فيها، خاصة إذا أثرت ضجة، وعادة تفعلين. تعرف الطرق الآمنة وتعرف أسماء الزهور البرية التي تزهر في ذلك الوقت. البنفسج النابي. الأطرليون. الزهرة الثلاثية. البنفسج الأرجواني وزهرة الحوض (على شكل أنف الفيل)، وزنابق الشوكولاتة. - «أعتقد أن لها اسما صحيحا آخر لكني أحب أن أسميها زنابق الشوكولاتة. يبدو لذيذا. بالطبع لا علاقة لهذا بمذاقها وإنما بشكلها. تبدو مثل الشوكولاتة تماما بقطعة بنفسجية مثل التوت المسحوق. إنها نادرة لكن أعرف أين أجد بعضها.» •••

تترك جويس الكتاب ثانية. الآن، الآن، تفهم المتواري، تستطيع أن تشعر بالرعب القادم. الطفلة البريئة، والناضجة المريضة المخادعة، ذلك الإغواء. كان يجب أن تعلم. كل هذا رائج هذه الأيام، بل عمليا هو إلزامي. الغابة، زهور الربيع. هنا حيث تبذر الكاتبة كذبها القبيح في الناس، والموقف الذي أخذته من الحياة الحقيقية؛ لكونها أكسل من أن تبتكر، لكن ليس لحد أن يمنعها كسلها عن التشهير والتشنيع.

بالتأكيد بعض مما ورد حقيقي. إنها تتذكر الآن أشياء كانت قد نسيتها. توصيل كريستين إلى بيتها، بدون أن تفكر فيها أبدا باعتبارها كريستين، بل دائما طفلة إيدي. تتذكر كيف لم تكن تقود سيارتها إلى الفناء لكي تستدير عائدة، بل دائما تنزلها على جانب الطريق، ثم تقود نصف ميل آخر أو نحو ذلك لكي تصل إلى مكان تستدير منه. لا تتذكر أي شيء عن الآيس كريم. لكن كانت هناك عوامة راسية في الميناء بالضبط مثل تلك المذكورة. حتى الأزهار، والاستجواب الشنيع الماكر للطفلة؛ هذا قد يكون صحيحا.

ناپیژندل شوی مخ