40

سعاده مفرطه

سعادة مفرطة

ژانرونه

بعد أن شرح لها الحماقة في كتابه، يرفع مات عينيه عن كتابه لينظر إلى كتابها ويقول: «هذه هي الفتاة التي كانت في الحفلة.» - «نعم، اسمها كريستي أودل. إنها زوجة جاستن.» - «ألفت كتابا إذن؟ ما هو؟» - «أدب.» - «أوه!»

يتابع قراءته، لكن بعد لحظة يسألها بمسحة اعتذار: «هل هو جيد؟» - «لم أعرف بعد.»

تقرأ: «عاشت مع أمها في منزل بين الجبال والبحر ...»

ما إن قرأت هذه الكلمات، شعرت جويس بانزعاج شديد منعها عن مواصلة القراءة؛ أو مواصلة القراءة وزوجها إلى جانبها. تغلق الكتاب وتقول: «أعتقد أني سوف أنزل قليلا.» - «هل النور يزعجك؟ سوف أطفئه حالا.» - «لا، أعتقد أني أريد بعض الشاي. أراك بعد قليل.» - «سأكون نائما على الأرجح.» - «إذن تصبح على خير.» - «تصبحين على خير.»

تقبله وتأخذ الكتاب معها. •••

عاشت مع أمها في منزل بين الجبال والبحر. عاشت قبل ذلك مع السيدة نولاند التي تبنت الأطفال. تنوع عدد الأطفال في بيت السيدة نولاند، من حين إلى آخر، لكن كان هناك دائما عدد كبير. نام الصغار في سرير في وسط الغرفة بينما نام الكبار على سرائر متنقلة على جانبي السرير لكي لا يتدحرج الصغار ويسقطوا. يدق جرس ليوقظك في الصباح. تقف السيدة نولاند عند الباب تقرع الجرس. وعندما تقرعه في المرة الثانية، من المفترض أنك تكون قد تبولت واغتسلت وارتديت ملابسك وأصبحت مستعدا للفطور. كان من المفترض أن يساعد الكبار من هم أصغر منهم في ترتيب الأسرة. كان الصغار يبللون أسرتهم في بعض الأحيان لأنه يصعب عليهم الزحف إلى خارجه فوق الكبار في الوقت المناسب. اعتاد بعض الكبار أن يفتنوا عليهم، لكن البعض الآخر كان أكثر لطفا، فيقومون بسحب الملاءات من فوق السرير وينشرونها لتجف، وأحيانا، حين تعود إلى السرير في الليل، كنت تجده لم يجف تماما. كان هذا معظم ما تذكرته عن منزل السيدة نولاند.

ثم ذهبت للعيش مع والدتها، واعتادت والدتها أن تأخذها كل ليلة إلى اجتماع زمالة المدمنين المجهولين. اضطرت أن تأخذها لأنه لم يكن متوفرا لديها أي شخص تتركها في رعايته. كان في مقر الزمالة لعبة الليغو؛ علبة مكعبات يلعب بها الأطفال، لكنها لم تحب المكعبات كثيرا. بعد أن بدأت في تعلم العزف على الكمان في المدرسة، أصبحت تأخذ كمان الأطفال معها إلى اجتماعات زمالة المدمنين المجهولين. لم تستطع أن تعزف عليها هناك، لكن كان عليها أن تتمسك بها طوال الوقت لأنها تخص المدرسة. إذا ارتفع صوت الناس، ستستطيع أن تتدرب بصوت منخفض.

كانت المدرسة تعطي دروسا في العزف على الكمان. إذا لم ترغب في العزف على آلة موسيقية، تستطيع أن تعزف على آلة المثلث، لكن المعلمة فضلت أكثر العزف على آلة أصعب. كانت المعلمة امرأة طويلة ذات شعر بني مشطته في أغلب الأوقات كضفيرة طويلة على ظهرها. اختلفت رائحتها عن المدرسين الآخرين. كان بعضهم يضع عطرا، لكنها لم تفعل هذا قط. كانت تفوح منها رائحة خشب أو موقد أو أشجار. فيما بعد سوف تتصور الطفلة أنها كانت رائحة شجر أرز مقطع. بعد أن بدأت أمها في العمل لدى زوج المعلمة، فاحت منها رائحة مماثلة، لكن ليست مماثلة تماما. كان الاختلاف بينهما أن أمها تفوح منها رائحة الخشب، لكن المدرسة فاحت منها رائحة خشب بالموسيقى.

لم تكن الطفلة موهوبة، لكنها اجتهدت. لم تفعل ذلك لأنها أحبت الموسيقى، وإنما لحبها للمعلمة؛ وليس شيئا آخر. •••

تضع جويس الكتاب على مائدة المطبخ، وتنظر مرة ثانية إلى صورة المؤلفة. هل هناك أي شيء من إيدي في هذا الوجه؟ لا شيء. لا شيء في الشكل أو التعبير.

ناپیژندل شوی مخ