قالت: «هل تشاركني كأس نبيذ؟»
هل قطعنا كل هذا الطريق لتستطيع أن تحتسي نبيذا علنا؟
حين جاء النبيذ وطلبنا الطعام، قالت: «هناك أمر يجب أن تعرفه.»
ربما تكون تلك الكلمات من بين أبغض الكلمات التي يضطر الشخص إلى سماعها في حياته. إنها تحمل دلالات قوية أن أيا ما كان يجب أن تعرفه سيكون حملا ثقيلا، وتنطوي على إيحاء بأن أناسا آخرين اضطروا إلى حمله على كاهلهم، بينما كنت متحررا منه، كل ذلك الوقت.
فقلت: «أبي ليس أبي الحقيقي، أليس كذلك؟» - «لا تكن سخيفا. هل تتذكر صديقتك الصغيرة نانسي؟»
لم أتذكرها حقيقة للحظة. ثم قلت «ذكرى مبهمة!»
في ذلك الوقت، كانت كل أحاديثي مع أمي تتطلب تعاملا استراتيجيا من جانبي. لا بد أن أبقى مرحا وظريفا وهادئا. كان صوتها ووجهها يواريان مشاعر أسى. لم تتذمر قط مما أصابها من بلاء، لكن القصص التي كانت تحكيها لي كان أبطالها دائما أشخاصا كثيرين أسيء استغلالهم رغم براءتهم؛ كانت قصصها تنضح بالسخط، لدرجة جعلتي بالتأكيد، على أدنى حد، أقبل على أصدقائي وحياتي المحظوظة بقلب مثقل.
رفضت أن أؤازرها. كل ما أرادت أمي على الأرجح علامة ما على التعاطف، أو ربما على حنان جسدي، لا أضمن هذا. كانت امرأة شديدة الاهتمام بهندامها لم يتمكن منها الهرم بعد، لكني أحجمت عنها كما لو أن الاقتراب منها يحمل في جعبته كآبة لجوج؛ أو ربما خطر الإصابة بداء معد. أحجمت عن أي إشارة إلى عيبي الخلقي خاصة، الذي بدا لي أنها تكن له معزة خاصة؛ القيد الذي لا أستطيع منه فكاكا، الذي يجب أن ألتزم به، الذي ربطني بها منذ الرحم.
قالت أمي: «ربما علمت بالأمر لو أنك كنت تقيم في المنزل فترة أطول، لكن هذا الأمر حدث قبيل إلحاقك بالمدرسة.»
ذهبت نانسي وأمها إلى العيش في شقة يملكها أبي في الميدان، وفي صباح خريفي باكر مشمس، عثرت أم نانسي على ابنتها في الحمام، وكانت تشق وجنتها بموسى حلاقة. تناثر الدم على الأرض وفي الحوض، وهنا وهناك على نانسي، لكنها لم تتنازل عن هدفها، ولم تفلت منها صرخة ألم.
ناپیژندل شوی مخ