فهمت أمي.
صرخت في وجه نانسي بصوت لم أسمعه من قبل، صوت مرتفع، وحشي ومرتعش: «أيتها المجرمة الصغيرة البغيضة.» «لا تقتربي منا، إياك، أنت فتاة سيئة جدا جدا، ليس في داخلك ذرة شفقة إنسانية؟ لم يعلمك أحد قط أن ...»
خرجت والدة نانسي من الكوخ، وكان شعرها مبتلا منسابا فوق عينيها، وكانت تحمل فوطة.
قالت والدة نانسي: «بحق الإله، ألا أستطيع غسل شعري في هذا المكان ...»
صرخت أمي فيها أيضا: «إياك أن تستخدمي هذه اللهجة أمام ابني وأمامي ...»
ردت والدة نانسي من فورها: «يا للهراء! هل علي أنا أقف صامتة وأنا أسمعك تصيحين وتصرخين؟!»
أخذت أمي نفسا عميقا، وقاطعتها قائلة: «أنا ... لا ... أصرخ، كل ما أريد هو أن أقول لابنتك المجرمة إن وجودها لم يعد مرحبا به في منزلنا. إنها طفلة قاسية حاقدة حتى تسخر من ابني في أمر لا حيلة له فيه. أنت لم تعلميها أي شيء؛ أنت لم تعلميها أي سلوك مهذب؛ إنها لم تعرف كيف تشكرني حين اصطحبتها معنا إلى الشاطئ، لم تعرف كيف تقول من فضلك أو شكرا؛ ولا عجب في ذلك، إذا كانت تعيش مع أم مثلك تتبختر في إزارها.»
تدفق كل هذا من أمي كما لو كان بداخلها سيل من الغضب والألم والسخافات لن يتوقف أبدا. حتى وأنا أجذبها من ثوبها متوسلا: «كفى، كفى.»
ثم زاد الأمر سوءا مع ترقرق عينيها بالدموع وابتلاعها الكلمات واختناقها وارتجافها.
أزاحت والدة نانسي شعرها المبلل عن عينيها، ووقفت تراقب.
ناپیژندل شوی مخ