102

سعاده مفرطه

سعادة مفرطة

ژانرونه

أسميتها السيدة ساتلز طبعا، لكني كنت أعلم اسمها الأول؛ حيث إني نادرا ما أدرك أي اسم امرأة راشدة أخرى. لم يكن اسم شارون اسما عاديا في تلك الأيام. وله صلة بترنيمة عرفتها من مدرسة الأحد، التي سمحت أمي لي بحضورها لأن بها مراقبة ولا تضم فترة استراحة. كنا نرتل ترانيم كانت كلماتها تعرض على شاشة، وأعتقد أن كلا منا قبل أن يتعلم حتى القراءة كون فكرة عن الشعر من شكله أمامنا:

إلى جانب جدول سيلوام الظليل

ما أحلى ما ينمو من زنبق

وتحت التل!

ما أعذب أريج وردة شارون الندية!

لا أعتقد أنه كانت هناك وردة فعلا في زاوية الشاشة لكني رأيت واحدة، رأيت زهرة وردية شاحبة، تحولت هالتها إلى اسم شارون.

لا أقصد أن أقول إني كنت واقعا في غرام شارون ساتلز، كنت مغرما - منذ كنت بالكاد أخطو خطواتي الانتقالية الأولى من مرحلة الرضاعة إلى مرحلة الطفولة - بفتاة شابة غلامية اسمها بيسي أخذتني في نزهة قصيرة في عربة الأطفال الخاصة بي، وراحت تؤرجحني بقوة على أرجوحات الحديقة، وصلت إلى القمة تقريبا. وفي وقت لاحق، وقعت في غرام صديقة من صديقات أمي، كان لمعطفها ياقة مخملية وكان لها صوت بدا لسبب ما مرتبطا بهذه الياقة. لكن شارون ساتلز لا تصلح للحب بهذه الطريقة؛ إذ لم تكن صاحبة صوت مخملي ولم تبال بأن أقضي وقتا ممتعا معها. كانت أطول وأرفع من أن تكون أما لأي أحد؛ لم تتمتع بأية منحنيات. كان شعرها بنيا فاتحا بأطراف ذهبية، وفي وقت الحرب العالمية الثانية كانت لا تزال تقصه قصيرا. كان أحمر الشفاه الذي تضعه لامعا وكثيفا مثل شفاه نجمات الأفلام اللواتي كنت أراهن على ملصقات الإعلانات وفي أرجاء المنزل، كانت عادة ما ترتدي الكيمونو - حسبما أعتقد كان منقوشا بطيور شاحبة، ربما كانت طيور اللقلاق. ذكرتني سيقانها بساقي ساتلز. كانت تقضي جزءا كبيرا من وقتها مستلقية على الأريكة، تدخن، وفي بعض الأحيان - لكي تسلينا أو تسلي نفسها - ترفس ساقيها عاليا، ساقا بعد الأخرى، لتطير خفها الريشي، وحينما لم تكن غاضبة منا، يكون صوتها أجش وساخطا؛ ليس عدائيا، لكنه لا يحمل نبرة الحكمة أو الرقة أو التوبيخ العميقة، وإيحاء الحزن الذي أتوقعه في صوت أم.

كانت تطلق علينا غبيين مغفلين. «اخرجا من هنا واتركاني أرتاح في سلام، أيها الغبيين المغفلين.»

تكون فعليا مستلقية على الأريكة ومنفضة السجائر على بطنها، بينما ندفع سيارات نانسي الصغيرة بسرعة عبر أرض الغرفة. أي قدر من السلام كانت تريد؟

كانت تأكل هي ونانسي طعاما غريبا في أوقات غير منتظمة، وحين كانت تذهب إلى المطبخ لكي تعد لنفسها وجبة سريعة، لم تكن تعود قط بكاكاو أو بسكويت جراهام لنا. من ناحية أخرى، لم تمنع قط نانسي من أن تغرف حساء الخضراوات - التي كانت دائما سميكة مثل البودنج - من علبته، أو أن تأخذ قطع كريسبي بملء يدها من العلبة مباشرة.

ناپیژندل شوی مخ