ولم يكن الألوسي هو الرجل الوحيد الذي زعم أنه رآه في المنام. بل قد روي عن غيره من مثبتي الرؤية. فقد نقل محمد صادق نجمي(1) عن الحافظ ابن عربي، ما نصه قال نجمي: يقول الحافظ ابن عربي المالكي المتوفي (543ه) في شرحه على سنن الترمذي مايلي:
وقد كان الأستاذ أبو إسحاق الأسفرائيني شيخ العلماء والزهاد رأى الباري في المنام، فقال له: رب أسألك التوبة منذ ثلاثين سنة، أو أربعين سنة ولم تستجب لي بعد، فقال له: يا أبا إسحاق، إنك سألت في عظيم إنما سألت حبنا(2).
وأورد الشعراني(3) وابن الجوزي(4) والشبلنجي(5) عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي يقول: رأيت رب العزة عز وجل في المنام فقلت: يا رب، ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك؟ فقال: كلامي يا أحمد. فقلت: يا رب، بفهم، أو بغير فهم؟ قال: بفهم، أو بغير فهم، اه. (تنبهوا أيها العقلاء؟!!).
اضطراب أقوال المثبتين للرؤية في الآخرة
والقائلون برؤيته في الآخرة مضطربون كذلك لاختلافهم في من يرونه، ومتى يرونه.
الأكثر منهم يقولون بأن الرؤية خاصة بالمؤمنين إذ هي نعمة يمن الله بها عليهم.
ويستدلون بحديث: (( سترون ربكم ))(6). مع أنه يقتضي أن الرؤية ستكون في الموقف وأنها غير خاصة بالمؤمنين، بل المنافقون والمجرمون يشاركونهم فيها؛ لأن من نصوصه: (وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورة غير التي يعرفون) ومن نصوصه أيضا: (حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبدالله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها).
مخ ۳۳