فالآية الواضحة البينة المفهومة هي من قسم (المحكم) مثل
قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين }(1)، وقوله تعالى: {قل هو الله أحد } (2)، وقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}(3) إلى غير ذلك من الآيات البينات الواضحات اللاتي لا تختلف فيهن المقالات ولا تدخلهن التأويلات.
أما الآية التي تختلف الأنظار في فهمها فهي من قسم (المتشابه)، مثل قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}(4)، وقوله تعالى: {فنفخنا فيه من روحنا}(5)، وقوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(6).
وينقسم المتشابه إلى أنواع منها:
1 ما يدل لفظه على شيء يستوقف العقل ويستدعي إرجاعه إلى الآيات المحكمات، مثل قوله تعالى: {ثم استوى على العرش}(7)، و{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(8) وفي هذه الحالة يتعين التأويل وهو من اختصاص أهل العلم إذ لا بد للتأويل من دليل صحيح يصرف اللفظ إلى معنى صحيح.
2 ما يعرف معناه على سبيل الإجمال لا التفصيل، مثل قوله تعالى: {فنفخنا فيه من روحنا}(9) فمعرفتنا تقتصر على فهم الروح بأنها سر إلهي، ولا نستطيع أن نعرف هذا السر بكنهه وحقيقته فهو من أمر الله.
ولعلك تسأل: لماذا جعل الله سبحانه وتعالى بعض آيات القرآن محكمة يفهمها الجميع وبعضها متشابهة لا يفهمها إلا الراسخون في العلم، ولم يجعلها واضحة بكاملها يستوي فيها العالم والجاهل؟.
مخ ۱۵