أما شعار الإخوان في هذه الجمعية فهو: لا نعبد إلا الله، وأما مبايعتهم فعلى عهد الله بالجهاد والأمانة.
كان أساس البحث في مؤتمر «أم القرى»، وهو موضوع الكتاب، على هذا السؤال: ما هو سبب تعمم الفتور وملازمته لجامعة هذا الدين - الإسلامي - كملازمة العلة للمعلول، بحيث أينما وجدت الإسلامية وجد هذا الداء، حتى توهم كثير من الحكماء أن الإسلام والنظام لا يجتمعان.
ونوقش هذا الموضوع نقاشا صريحا واضحا، ولما جاء دور السيد الفراتي - أي الكواكبي - بحث أسباب الفتور دينية ومدنية، فتكلم عن 86 سببا منها الديني والمدني والسياسي والأخلاقي إلخ، أما عصارة الرأي فكانت كما قال المتنبي:
وإنما الناس بالملوك وما
تفلح عرب ملوكها عجم
ثم أشار إلى نظرة الأتراك للعرب، وأيد زعمه بعبارات من لسانهم، وبعد أن عدد كثيرا من أقوالهم فينا، قال: إن العرب لا يقابلونهم إلا بهذا المثل: ثلاث خلقن للجور والفساد؛ القمل، والترك، والجراد.
أما كتابه الثاني؛ طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد فنسب إلى الرحالة «ك» أي الكواكبي، وخير ما يوصف به هذا الكتاب هو تلك العبارة التي جاءت بعد العنوان: «كلمات حق وصيحة في واد، إن ذهبت اليوم مع الريح لقد تذهب غدا بالأوتاد»، ثم يقول في المقدمة:
وبعد فأقول وأنا المضطر للاكتتام حسب الزمان، الراجي اكتفاء المطالعين الكرام بالقول عمن قال: إنني في سنة 1318 وجدت زائرا في مصر على عهد عزيزها ومعزها حضرة سمي عم النبي العباس الثاني، الناشر لواء الحرية على أكناف ملكه، فنشرت في بعض الصحف الغراء أبحاثا علمية سياسية في طبائع الاستبداد، ومصارع الاستعباد.
ثم ينتقل إلى مقدمة هذه الفصول التي جمعها في كتاب فيتحدث عن كتاب السياسة في الشرق والغرب حتى إذا تناول العرب بالكلام قال:
وأما العرب منهم فقليلون ومقلون، والذين يستحقون الذكر منهم فيما نعلم: رفاعة بك وخير الدين باشا التونسي، وأحمد فارس والمبعوث المدني، ولكن يظهر لنا الآن أن المحررين السياسيين من العرب قد كثروا بدليل ما يظهر من منشوراتهم في الجرائد والمجلات في مواضيع كثيرة.
ناپیژندل شوی مخ