روم
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
ژانرونه
7
وأشهر ما كتبه يوحنا الذهبي الفم، في أثناء تنسكه، في السنوات العشر الأولى من حياته الفكرية: رسالته في الكهنوت، وأحلى ما جاء من آثار يراعه، في عهد رئاسته، ميامره القسطنطينية، وتعليقه على رسائل بولس الرسول إلى أهل كورونثوس، وإلى الرومانيين، وكتب في منفاه رسائل عديدة أشرنا إليها سابقا، ولا نزال نتمتع بصلواته في خدمة القداس الإلهي في معظم أيام السنة. «لا ينوحن أحد عن فقر؛ لأن المملكة العامة قد ظهرت، لا يندبن أحد على آثام؛ لأن الصفح قد بدا من القبر، لا يخافن أحد من الموت؛ لأن موت المخلص قد حررنا، أين شوكتك يا موت؟ أين ظفرك يا جحيم؟ قام المسيح، وأنت غلبت، قام المسيح، والملائكة يفرحون، قام المسيح، واستقرت الحياة، قام المسيح، وليس ميت في القبر؛ لأن المسيح بقيامته من الأموات قد صار مقدمة الراقدين.»
8
ثيودوسيوس الثاني (408-450)
وكان من حسن حظ الإمبراطورية الشرقية أن توفيت إفذوكسية الإمبراطورة في السنة 404، على إثر إجهاض شديد، وأن تولى النفوذ في الدولة المدبر أنثيميوس الحكيم، وزاد في حسن الحظ أن توفي استيليكون في الغرب في السنة 408، وتبعه أركاديوس في السنة نفسها، فانفسح في المجال لأنثيميوس أن يعمل بحكمته وأن يبقى مسيطرا على شئون الدولة أربعة عشر عاما.
وكان ثيودوسيوس عند وفاة أبيه لا يزال في السابعة من عمره، فتهذب بعلوم عصره، ونشأ محبا للعلم، دينا، تقيا، وكان يجيد الخط والصيد، ومن ثم كان له هذا اللقب الذي نقرأ أحيانا: ثيودوسيوس الخطاط،
9
وأحبت شقيقته بلشيرية أن يكون لها امرأة أخ مطيعة، سهلة الانقياد، فانتقت له آثينة ابنة أستاذ آثيني وثني ، كانت قد أمت القسطنطينية؛ للمطالبة بحقها في إرث والدها، فقدمتها بلشيرية لأخيها فأعجبته، فنصرت باسم إفذوكية، وتم عقد قرانها، فأصبحت الإمبراطورة في السنة 431.
صداقة فارس
وكان ثيودوسيوس الكبير قد رأى - بثاقب نظره - أن مشكلة القوط وغيرها من مشاكل جبهته الشمالية الغربية تتطلب سلما دائما في الشرق، فاعتدل في مطالبه في أرمينية، وبين الفرات والدجلة، وانبثقت صداقة بين الدولتين دامت عهدا طويلا، ومما «يروى»، من هذا القبيل، أن أركاديوس لما حضرته الوفاة قلق على ولده الطفل ثيودوسيوس الثاني من دسائس البلاط، فأوصى بأن تكون الوصاية على ابنه ليزدجرد الأول ملك الفرس، ويروى أيضا أن يزدجرد الأول أنفذ إلى القسطنطينية، بعد وفاة أركاديوس، أحد أخصائه لحماية الملك الطفل،
ناپیژندل شوی مخ