روم
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
ژانرونه
وحاول الإمبراطور الروماني اللبناني سويروس ألكسندروس (222-235ب.م) الذي نشأ وترعرع في عرقة عكار أن يعيد إلى مجلس الشيوخ حقوقه المسلوبة، فشاور المجلس في جميع أعماله وطلب إليه انتقاء كبار الموظفين في رومة وفي الولايات وتقديم الأكفاء لجميع الوظائف الأخرى، ورقى حكام الولايات إلى رتبة عضو في مجلس الشيوخ كي لا ينظر في أمرهم من كان دون هذه الرتبة. وبعبارة وجيزة: حاول ألا يفعل شيئا يعكر صفو العلاقات بينه وبين مجلس الشيوخ.
وعني سويروس ألكسندروس بشئون الجيش، فراقب - عن كثب - حركات الوحدات وأمن العدل بينهم وأقطعهم الأرض عند الحدود وزودهم بالمواشي والأرقاء لحراثتها وزرعها؛ شرط أن يدخلوا أبناءهم في الخدمة بعدهم، ولكنهم لم يرضوا عن المفاوضات التي أجراها مع القبائل الألمانية عبر الرين في السنة 235 وأخذوا عليه انقياده لوالدته، ففاوضوا مكسيميانوس مدرب الجيش وكانوا قد أحبوه لشجاعته وكرمه، وقتلوا الإمبراطور ووالدته، ونادوا بمكسيميانوس إمبراطورا، فدخلت الإمبراطورية الرومانية في أزمة سياسية مخيفة كادت تمزقها تمزيقا وتهوي بها إلى الحضيض، وانكشف ضعفها وتبين أن أوغوسطوس قيصر ذاك المصلح الكبير لم يوفق إلى طريقة قانونية لانتقاء الإمبراطور تنتقل بموجبها سلطته من سلف إلى خلف دونما خلل يقطع الاستمرار. وتبين أيضا أن الجيش بعد أن انفصل عن الشعب الروماني وأصبح خليطا من كل من هب ودب بقي يمارس سلطة هائلة في انتقاء الإمبراطور بالاشتراك مع مجلس الشيوخ، وأن هذه السلطة أصبحت غاشمة بعد انحطاط الجيش - كما سبق أن أشرنا.
أزمة القرن الثالث
وهب مكسيميانوس (235-238ب.م)، وكان عملاقا في جسمه؛ يتابع الحرب فيما وراء الرين، ولكن الجنود في إفريقية لم يرضوا عنه فأعلنوا غورديانوس الأول إمبراطورا في السنة 237 وكان هذا قد ناهز الثمانين من العمر فأشرك ابنه غورديانوس الثاني في الحكم معه، وقاومهما والي موريتانية «الجزائر» فقتل غورديانوس الثاني في ميدان القتال وانتحر والده العجوز، وثار جنود مكسيميانوس في وجهه فقتلوه في أثناء حصار أكريلية في ولاية البندقية.
وتدخل مجلس الشيوخ فانتخب بوبيانوس وبلبينوس فغورديانوس الثالث حفيد الأول؛ نزولا عند رغبة الشعب، ولكن الحرس الإمبراطوري قتل الأولين وأبقى غورديانوس الثالث حفيد غورديانوس الأول وكان لا يزال في الثالثة عشرة من عمره (238-244) ثم خر صريعا في السنة 244 بيد قائد الحرس. وكان قد اضطر غورديانوس الثالث أن يشرك فيلوبوس العربي معه في الحكم في السنة 243؛ نزولا عند رغبة جنود الشرق، فعقد هذا صلحا مع الساسانيين وهرول إلى رومة، وتسلم أزمة الحكم فيها (244-249ب.م).
ومما يروى عنه أنه تقبل النصرانية سرا، وفي السنة 249 انتقض الجند في مناطق الدانوب، فأرسل فيلوبوس العربي القائد ديقيوس ليخمد ثورتهم، وما إن وصل إليهم حتى نادوا به إمبراطورا (249-251) فحارب فيلوبوس وقتله في موقعة فارونة، وقام ديقيوس يحارب القوط في البلقان في السنة 251 فسقط في ميدان القتال في ما وراء الدانوب ، فنادى الجند بغالوس إمبراطورا (251-253) وأشرك هذا هوستيليانوس بن ديقيوس في الحكم معه ثم قتله، وعم داء الطاعون في أثناء حكمه جميع أنحاء الإمبراطورية فزاد في الطين بلة.
ثم عمد إميليانوس هذا، وهو قاهر القوط، إلى خلع الإمبراطور في السنة 253 فحل محله، ولكن الجنود قتلوه بعد أربعة أشهر من الحكم ونادوا بفاليريانوس إمبراطورا بعده (253-260ب.م) فأشرك هذا ابنه غاليانوس في الحكم معه، وقاما يحاربان قبائل الإفرنج في غالية والألماني في شمالي إيطالية، والقوط عند الدانوب، والساسانيين عند الفرات، وفي أثناء حصار الرها في السنة 260 وقع فاليريانوس أسيرا في يد شابور وتوفي أسيرا، وتابع غاليانوس الحكم بعد أبيه (260-268) وجابه ما كان أشد هولا: ضغط البرابرة، ولا سيما القوط الذين انقضوا من البحر الأسود بمراكبهم الخاطفة، وظهور عدد كبير من المنافسين، فدخلت الإمبراطورية في فترة الطغاة الثلاثين وأشهرهم تتريقوس في غالية وإسبانية.
ولا يجوز القول إن أذينة العربي كان منهم؛ لأنه حافظ طوال عهده على الولاء القانوني الشكلي لغاليانوس، واعتبره هذا شريكا له في الحكم، وسقط غاليانوس محاربا ضد أوريولوس في السنة 268، ولكن الجنود نادوا بكلوديوس الثاني (268-270) إمبراطورا، فقتل هذا أوريولوس وقهر الألماني والقوط ولكنه توفي بالطاعون، فخلفه أوريليانوس (270-275) إذ نادى به جنوده إمبراطورا، وصالح القوط وتنازل عن حقوق رومة في ما وراء الدانواب وأخضع زينب، ثم قهر تتريقوس في غالية واتحذ لنفسه لقب: معيد الدولة العالمية،
10
ولكنه قتل في حملة قام بها على الساسان، فانتخب مجلس الشيوخ تسيتوس إمبراطورا؛ بإيعاز من الجند (275)، وتوفي هذا بعد ثلاثة أشهر في أثناء الحملة التي شنها على قبيلة الألاني في آسيا الصغرى، ولم يفلح أخوه في تسنم الحكم بعده؛ لانكساره أمام بروبوس (276-282ب.م).
ناپیژندل شوی مخ