روم
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
ژانرونه
موقف الأقباط من العرب الفاتحين
ويختلف المؤرخون المحدثون في هذا، فبتلر صاحب كتاب فتح العرب لمصر
43
يرى أن الإسلام لم يدخل مصر من غير حرب، وأن القبط لم يرحبوا بالفتح العربي، وينبري للرد عليه نفر من المؤرخين، نذكر منهم الدكتور شكري فيصل، الأستاذ في الجامعة السورية؛ فهو يرى أن المتقدمين من مؤرخي الإسلام يذكرون في مواقف كثيرة أن الأقباط كانوا عونا للمسلمين في فتوحهم وأن من يتتبع هذه النصوص الأولية يخرج بفكرة: أن ميول القبط لم تكن - على الأقل - معادية للحركة الإسلامية، وأن الاضطهاد الذي حل بالأقباط في السنوات العشر التي قضاها المقوقس «البطريرك كيروس» على رأس الإدارة المدنية والدينية في مصر؛ قد دفع الأقباط أن يستشرفوا في حركة الفتح العربي نوعا من الإنقاذ.
44
وقد فات حضرة الزميل المؤرخ أنه لما وصل كيروس إلى الإسكندرية وتبوأ العرش البطريركي فيها كتب اعترافا بإيمانه بالمشيئة الواحدة، ودعا من قال بالطبيعة الواحدة من الأقباط في مصر للموافقة عليه، فقبله الساويريون فورا فلاينهم البطريرك، ورفضه اليوليانيون فضيق عليهم،
45
وفاته أيضا أن شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي أقرب في الزمن إلى الحوادث المروية من شهادات المراجع الإسلامية العربية،
46
وقد تكون الحقيقة التاريخية المنشودة وسطا بين القولين؛ أي أن معظم الأقباط وقفوا إلى جانب النصرانية والروم، وأن بعضهم؛ أي اليوليانيين، رحبوا بالعرب المسلمين.
ناپیژندل شوی مخ