روم
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
ژانرونه
ولكي يضع الفسيلفس حدا لهذا النزاع الجديد دعا إلى مجمع مسكوني ينعقد في السنة 553 في القسطنطينية، وقد اشترك في أعمال هذا المجمع مائة وخمسة وستون أسقفا، بينهم أفتيشيوس بطريرك القسطنطينية وأبوليناريوس بطريرك الإسكندرية وذمنوس بطريرك أنطاكية ونائبان عن بطريرك أوروشليم، وكان البابا فيجيليوس لا يزال في القسطنطينية مع عدد من أساقفة الغرب، فدعي للاشتراك في المجمع وترأس الجلسات ولكنه امتنع، فترأس المجمع بطريرك القسطنطينية وأقر جميع قرارات المجامع المسكونية السابقة، ثم دقق في الفصول الثلاثة، فحكم برفضها ورفض كل من يدافع عنها
ad defensionem eorum ،
29
وفي جلسته الثامنة والأخيرة وجه المجمع لوما شديدا لبابا رومة؛ لأنه امتنع عن الاشتراك في جلساته، واعتبر يوستنيانوس قرارات هذا المجمع ملزمة وأكره الأساقفة على قبولها، ونفى من عارضها، وفي طليعة هؤلاء البابا فيجيليوس، فقد أكره على الإقامة في إحدى جزر مرمرا.
ثم وافق فيجيليوس على قرار المجمع فأذن له بالعودة إلى رومة، ولكنه توفي في سرقوصة قبل أن يصل، وأصر أساقفة الغرب على موقفهم المؤيد للفصول الثلاثة، وامتنعوا عن الخضوع لقرار المجمع الخامس، وظلوا متمسكين بذلك حتى عهد البابا غريغوريوس العظيم (590-604)، فإنه أعلن في إحدى رسائله أن ليس في قرارات المجمع الخامس مما يتعلق بالفصول الثلاثة أي تغيير في الدين أو خروج عنه.
30
ولكن رغم هذا كله أصر أصحاب الطبيعة الواحدة على متابعة الانفصال، غير أن يوستنيانوس لم يكن يتغير عليهم حتى يعود إلى التقرب منهم والعطف عليهم إلى أن أدركته المنية في السنة 568، وإذا كان يوستنيانوس قد أخفق آخر الأمر في تحقيق وحدة الكنيسة، فمن الواجب أن يعترف له باهتمامه البالغ لنشر النصرانية وراء حدود الإمبراطورية، فقد نصر قبائل الهرولي على الدانوب وقبائل القوقاس وأفريقية الشمالية والنيل الأوسط.
31
سياسة يوستنيانوس الخارجية
وأحب يوستنيانوس - منذ بدء عهده - أن يعيد إلى الدولة الرومانية مجدها الغابر، وأن يحقق فعلا ما كان له من سيادة اسمية على إيطالية وأفريقية وإسبانية وفرنسة، ولو أدى به ذلك إلى الحرب والفتح، ولكن لم يتسن له شيء من ذلك قبل منتصف السنة 533 لاشتغاله بجارته الكبيرة فارس الساسانية.
ناپیژندل شوی مخ