الدليل الرابع
اعلم -رحمني الله وإياك- أنه لا «محاذاة» في البحر البتّة، ولا يتحقّق أي معنى من معانيها، ولا أي حال من حالاتها فيه، وذلك:
أولًا: لتعذر تعيين المواقيت فيه.
ثانيًا: لم يقم على هذا دليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع، ولم يعيّن رسول الله ﷺ ميقاتًا واحدًا في البحر، وقد عيّن ميقاتين على الساحل، مما يدل على أن لا ميقات ولا محاذاة في البحر.
ثالثًا: لا تتحقق فيه المحاذاة على المعنى الصحيح، وذلك عند رسم محيط المواقيت، ووصل مابين «الجحفة» و«يلملم» نجد أن هذا الخط لا يمر في البحر، ولا يدخل البحر ضمن محيط المواقيت، وإنما يمر بالساحل تأمّل الخريطة (ص -٢٥) أو أي خريطة أخرى.
قال العلامة الهيتمي الشافعي: «كالآتي من غربي (١) جدة، لا يحاذي قبل دخول جدة شيئًا من المواقيت، والجائي من اليمن في البحر له أن يؤخر إحرامه من محاذاة يلملم إلى جدة» (٢).
(١) كذا ولعلّ الصواب غرب جدة. (٢) المنهاج القويم ١/ ١٤٩. ويسمى الحواشي المدنية.
1 / 46