ويقول الراغب الأصفهاني: "والبركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء، ولما كان الخير الإلهي يصدُرُ من حيث لا يُحَسُّ، وعلى وجه لا يُحْصَى ولا يُحْصَر، قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة: هو مبارك وفيه بركة" (^١).
ولذا يقول الإمام ابن القيم: "وحقيقة اللفظة أن البركة: كثرة الخير ودوامه، وتفسير السلف يدور على هذين المعنيين، وهما متلازمان" (^٢).
* المسألة الثانية * معنى القاعدة
لا يخفى على المتأمل في نصوص الشرع أن البركة الواردة فيها على قسمين:
الأول: بركة متعلقة بالله ﵎، وهي على نوعين أيضًا:
أ - بركة هي صفته ﷾ الذاتية، تضاف إليه إضافة الصفة للموصوف؛ كإضافة الرحمة والعزة، ويأتي الفعل منها على صيغة الماضي وهو (تبارك).
ب - بركة هي فعله ﵎، والفعل منها (بارك)، والمفعول منها (مُبَارَك).
الثاني: بركة متعلقة بالمخلوق؛ أيْ: يتصف بها المخلوق، وهي فعل الله ﵎ بالمخلوق فيجعله (مُبَارَكًا)، كما أنها من آثار اتصافه ﷾ بكونه (تبارك)؛ أيْ: ذو بركة في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
(^١) انظر: المفردات في غريب القرآن (ص ٤٤)، وتفسير الرازي (٨/ ١٣٠)، و(١٤/ ١١٩).
(^٢) بدائع الفوائد (٢/ ٤١١).