210

Rules in Worship Monotheism

القواعد في توحيد العبادة

خپرندوی

دار الأماجد للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

يقصد ابن عمر الصلاة والدعاء في المواضع التي نزلها" (^١).
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله-: "وابن عمر ما كان يطلب بركة المكان، ولكنه يطلب تمام الاقتداء بكل ما فعله رسول الله ﷺ في جميع أحواله، حتى إنه أراد الصلاة في كل مكانٍ صلى فيه رسول الله ﷺ، وكان يتتبع ذلك ويعلمه، وما كان فعله -فيما يظهر- قصدًا للتبرك بالبقعة كما يفهمه المتأخرون، وإنما قصد تمام الاقتداء" (^٢).
ويقول الدكتور ناصر الجديع: "إن عبد الله بن عمر ﵄ لا يقصد التبرك بالصلاة في المواضع التي صلى فيها الرسول ﷺ، إنما كان قصده شدة الاقتداء والاتباع للنبي ﷺ والتشبه به، فهو حريص على بركة الاقتداء، لا على بركة المكان" (^٣).
ثانيًا: أن اتباع النبي ﷺ لا يكون إلا بموافقته في الظاهر والباطن؛ أي: في صورة العمل وقصده من العمل -كما مرَّ معنا من قبل- أما موافقته ﷺ في ظاهر العمل ومخالفته في القصد والنية، فالصحيح من أقوال أهل العلم أن ذلك لا يعتبر اتباعًا للنبي ﷺ، بل قد يكون من البدع المنهي عنها.
يقول الإمام ابن تيمية: "وذلك لأن المتابعة أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل، فإذا فعل فعلًا على وجه العبادة شرع لنا أن نفعله على وجه العبادة، وإذا قصد تخصيص مكان أو زمان بالعبادة خصصناه بذلك، كما كان يقصد أن يطوف حول الكعبة، وأن يستلم الحجر الأسود، وأن يصلي خلف المقام، وكان يتحرى الصلاة عند إسطوانة

(^١) المصدر نفسه (ص ٤٢٣).
(^٢) هذه مفاهيمنا، للشيخ صالح آل الشيخ (ص ٢٢٢).
(^٣) التبرك أنواعه وأحكامه (ص ٣٥٠).

1 / 209