142

Rules in Worship Monotheism

القواعد في توحيد العبادة

خپرندوی

دار الأماجد للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

كما أن الكذب يناقض موجب الرسالة، ومن المعلوم من دين المسلمين أنه معصوم من الكتمان لشيء من الرسالة" (^١). سادسًا: أفادت القاعدة إبطال قول الرافضة الباطنية الذين يدعون بأن للنصوص ظاهرًا وباطنًا، وزاد بعضهم على ذلك فزعم أن لكل آية سبعة أبطن (^٢)، وأنهم هم الذين يعرفون هذه المعاني الباطنة دون غيرهم. وهذا من الإفك البيّن على اللَّه وعلى رسوله ﷺ، فليس للشرع باطن لم يبلغه النَّبِيّ ﷺ لأمته، ولم يخص بعض أصحابه بشيء من الدين لم يخبر به عامتهم، بل تبليغه ﷺ كان عامًا للأسود والأحمر، والحر والعبد، والصغير والكبير، والذكر والأنثى، لم يفرق ﷺ بينهم في تبليغ الرسالة، وبيان الدين. قال الإمام ابن حزم: "واعلموا أن دين اللَّه ظاهر لا باطن فيه، وجهر لا سر تحته، ... وكل من ادعى للديانة سرًا وباطنًا فهي دعاوى ومخارق، واعلموا أن رسول اللَّه ﷺ لم يكتم من الشريعة كلمة فما فوقها، ولا أطلع أخص الناس به من زوجة، أو ابنة عم، أو ابن عم، أو صاحب على شيء من الشريعة كتمه عن الأحمر والأسود، ورعاة الغنم، ولا كان عنده ﵇ السر، ولا رمز، ولا باطن غير ما دعا الناس كلهم إليه، ولو كتم شيئًا لما بلَّغ كما أمر" (^٣). وقال القرطبي: "فدلت الآية على رد قول من قال: إن النَّبِيّ ﷺ كتم شيئًا من أمر الدين تقية وعلى بطلانه، وهم الرافضة ودلت على أنه ﷺ لم يسر إلى أحد شيئًا من أمر الدين؛ لأن المعنى بلغ جميع ما

(^١) مجموع الفتاوى (٥/ ١٥٥). (^٢) انظر: أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية، للقفاري (١/ ١٥٢). (^٣) الفصل في الملل والأهواء والنحل (٢/ ٩١ - ٩٢)، وانظر: معارج القبول (٣/ ١١٠٨).

1 / 141