روح عظيم المهاتما غاندي

عباس محمود العقاد d. 1383 AH
46

روح عظيم المهاتما غاندي

روح عظيم المهاتما غاندي

ژانرونه

إلى اللهجة الجوجراتية.

وكان يقرأ «ماكولي» ويستطيب أسلوبه وبراعته في تعبيره.

وكان يستحسن «ثورو» الأمريكي، ويعجب بمعيشته وآرائه.

ودرس اللاتينية فاستطاع أن يتذوق فيها عيون الأدب القديم في بلاغته الأصيلة.

وقليل من المصلحين الشرقيين في زمانه من أخذ بنصيب من الثقافة العامة أوفى من هذا النصيب. •••

غير أننا نخطئ مرة أخرى إذا فهمنا من هذا أنه تتلمذ لواحد من هؤلاء وتوجه معه إلى وجهته الفكرية أو الروحية، وإنما كان يتجه إلى الكاتب أول الفيلسوف حين يجده في اتجاهه الذي نشأ عليه بين أبيه وأمه؛ فيختاره لأنه نهج من قبله في طريقه المرسوم.

وخير ما يقال في علة اغتباطه بهؤلاء الكتاب والمفكرين أنه شبيه باغتباط الإنسان حين يحل في بلد غريب، فيعثر فيه على أناس يتكلمون بلسانه، ويعرفون بلده، ويذكرونه بوطنه الأصيل.

فلم يعجب بأحد من كتاب أوروبة في زمانه كما أعجب بتولستوي ... قرأ قصصه الكبيرة والصغيرة، وكتب إليه، واعتز بجوابه، وأطلق اسمه على مزرعته التي أنشأها في أفريقية الجنوبية للرياضة الجسدية والروحية، وكان يستشهد به في عظاته ومقالاته. فلم يجد مثلا يذكره عند الكلام على تحريم التدخين غير مثل السكران الذي قال تولستوي في بعض أقاصيصه: إنه تردد عن الجرم وهو سكران، ثم أقدم عليه بعد تدخين سيجارته، وهو مستريح إليه.

ولكنه أحب تولستوي لتبشيره بالمقاومة السلبية، واجتناب العنف والثورة الدموية، ولم تكن هذه المقاومة إلا شعبة واحدة من شعب العقيدة التي شب عليها غاندي، وهي عقيدة «الاهمسا» التي تقدمت الإشارة إليها.

كذلك أحب «ثورو»؛ لأنه كان يوصي بالعصيان المدني

ناپیژندل شوی مخ