روح عظيم المهاتما غاندي
روح عظيم المهاتما غاندي
ژانرونه
فكان يجيب على كل سؤال من هذه الأسئلة بما يناسبه ويحصره في حدوده. كان يقول لسائله عن الثعابين: إنك لا تقتل ثعابين الغضب والجشع التي في صدرك ، ثم تبحث عن الثعابين التي قد تصادفها في طريقك. إن هذه الثعابين ليست بمشكلة خلقية، وإنما المشكلة الخلقية أن تقتلع جذور الكراهية والاندفاع مع الشهوة والهوى من صميم نفسك، وأنت في حل بعد ذلك من كل صنيع تدفع به الأذى في غير عداوة ولا انتقام.
وكان يقول لسائليه عن الجيش: إن مسألة الجيش مسألة سياسية يحلها السياسيون، ولكن «الاهمسا» مسألة خلقية يحلها كل إنسان لنفسه ليضبط عنانه في يمينه، وهو المرجع في كل فتوى تعرض له متى اطمأن من وسواس الجبن والكراهية والكبرياء.
هذه هي خلاصة «الاهمسا» كما كان غاندي يبشر بها أبناء أمته، وأبناء كل أمة تصل إليهم دعوته.
وهي ولا شك دعوة لا تقبل كلها ولا ترفض كلها، ولكنها خليقة ألا تبخس حقها بسوء التصور أو سوء التطبيق.
وقد تتوقف كلها على فهم المراد بالعدوان أو سبب العدوان، فربما كان العدوان الأكبر في ترك المعتدي يفعل ما يشاء، وهو في أمان من سوء عقباه.
وقد صدق غاندي حين قال: إن العقل الذي كشف عن «الاهمسا» عبقرية أعظم من نيوتن وأشجع من ولنجتون، ولكنه قد يكون كذلك، ولا يلزم ضرورة أن تكون هذه العبقرية في عصمة من الخطأ والإسراف.
«الاهمسا» من الوجهة العلمية
في الوقت الذي قام فيه غاندي بالدعوة إلى السلام واجتناب المقاومة العنيفة، كانت أوروبة تضطرب بدعوة أخرى تناقضها تمام المناقضة، وهي دعوة القوة والقسوة، أو دين القوة كما سماه أتباعه ومروجوه.
وكانت الدعوة إلى دين القوة تنبعث من جانب الفلاسفة والمفكرين، كما تنبعث من جانب الساسة وقادة الجماهير.
فانتشرت النازية والفاشية في أوروبة الوسطى وأوروبة الجنوبية، وقام لها أنصار في البلاد التي تزعزعت فيها مبادئ الديمقراطية، أو عجزت فيها الديمقراطية عن حل مشكلاتها وتعزيز الرجاء في تحقيق مثلها العليا.
ناپیژندل شوی مخ