روح عظيم المهاتما غاندي
روح عظيم المهاتما غاندي
ژانرونه
إنما السلاح الجديد الذي جاءهم به هو سلاح لم يخافوه قط ولم يحسبوا يوما أنه يخيف لو أنهم عرفوه، وذاك هو سلاح المقاومة في غير عنف، أو سلاح المقاومة السلبية كما عرفه ولاة الأمر في حكومات الجنوب.
كان بعض الهنود ينقادون لغاندي في حملات المقاومة السلبية؛ لأنهم يؤمنون مثله باجتناب العنف والتورع من إزهاق كل حياة.
لكن عمال الجنوب فيهم صينيون وأندونسيون، وفيهم هنود غير مؤمنين بالنحلة التي يؤمن بها الزعيم، وفيهم زنوج ووثنيون لا يعرفون من الأديان غير أديان الهمجية الأولى.
وكانوا مع ذلك يطيعونه جميعا ويعملون بما أرادهم عليه؛ لأنهم مطمئنون إلى إخلاصه الذي لا تشوبه شائبة ولا ترتقي إليه مظنة.
هذا الإخلاص النزيه هو العنصر الذي جهله ولاة الأمر، واستخفوا بالمقاومة السلبية لجهلهم بفعله في هذه الحركة، وفي كل حركة سياسية.
فلما التقاهم به الفتى القديس وجدوا منه ما لم يجدوه من قبل في خصومات الساسة، ومشاغبات الدعاة.
ترك غاندي كل عمل فيه ربح مالي، ووقف ما عنده من المال على معونة المعوزين من المظلومين، وسكن من حيث كانوا يسكنون، وأكل مما كانوا يأكلون، ونزل بالسجن مرات حيث ينزلون، وهجر الحضارة وزينتها في الملبس والشارة، وعرض نفسه لكل مهانة يتعرض لها أضعف الضعفاء وأفقر الفقراء.
فأغمضوا العيون وفتحوا البصائر واتبعوه.
وهكذا يصنع الأتباع مع كل متبوع لو وجدوه، ولكنهم لا يجدونه واحدا فردا بين عشرات ومئات.
وأوصاهم إذا كفوا عن أعمالهم أن يكفوا عن إكراه من يعمل على ترك عمله، وأن يكفوا عن مقاومة الجند الذين يسوقونهم سوقا إلى المصانع والمزارع؛ لأن الجند لن يحركوا أيدي العمال بالفئوس والآلات إذا شاءوا أن ينبذوها ولا يحركوها، أما إذا ضربهم الجند أو جرحوهم أو قتلوهم فليصبروا وليصبروا، وليطيلوا الصبر بغير سأم ... إن المعتدي خليق أن يسأم عدوانه قبل أن يسأموا الصبر على ذلك العدوان. وقد جعلهم يتحدون أوامر الحظر في الأماكن الممنوعة فذهبوا إليها بالألوف وحيروا الحكومات والمحاكم؛ لأنهم لا يبالون السجن ولا تتسع السجون كلها لهذا العدد الكثير من السجناء.
ناپیژندل شوی مخ