روح عظيم المهاتما غاندي
روح عظيم المهاتما غاندي
ژانرونه
هذه الروحانية هي سمة الهند الكبرى، وهي التي تفسر لنا كثيرا من غوامضها، وغوامض أبطالها، ومنهم - بل في طليعتهم - غاندي، موضوع هذا الكتاب.
وقد يحسن بنا أن نقول: إن الحاسة الروحية تراد هنا بمعناها الذي تقابله الحاسة الوطنية أو الحاسة القومية، وليس من الضروري أن تقابل الحاسة الجسدية، فقد يكون الهندي منغمسا في شهوات الجسد ومطامع المال والسطوة كما يكون أبناء الأمم الأخرى، ولكنه يخالفهم في إحساسه بمعنى الوطن ومعنى الدين، ويخالفهم في إيمانه بالغاية القصوى من الحياة الوطنية.
وهذا هو الفارق المهم في هذا الموضوع.
نشأة غاندي
من العظماء من يستطيع المؤرخ أن يهمل تاريخ أسرته ولا خسارة عليه ولا على العظيم الذي يكتب تاريخه؛ لأن فهم ترجمته لا يردنا إلى تراجم آبائه وأجداده، ولا يزداد وضوحا بالرجوع إليها.
ومنهم من ترتبط ترجمته وترجمة أسرته كما يرتبط الفصلان في قصة واحدة، فلا تفصله سيرته عن سيرهم إلا عرض لها بعض النقص، أو بعض الحاجة إلى التساؤل والتفسير.
ذلك هو العظيم الذي تعرف أخباره وأخبار قومه فلا تزال تقول: نعم هذا هو جده الصالح، هذا هو الأب الذي ينجله، هذه هي الأم التي تغذوه بلبانها وتنشئه في حجرها وتلقنه حروفه الأولى.
وغاندي من هؤلاء العظماء، بل من أندر الأمثلة على الصلة بين حياة الأبناء وحياة الآباء.
كانت أسرته أصلح أسرة يخرج منها قديس مثله، وكانت أمه على الخصوص هي الأم التي لا نستغرب خلقا من أخلاقه ولا عملا من أعماله، إذا عرفنا سيرتها وعرفنا ما تلقاه من كيانها وما تلقاه من قلبها ولسانها.
كان جده «أوتاغاندي» رئيسا للوزراء في «بور بندر» أو البلدة البيضاء، وكان مع اشتغاله بالسياسة رجلا لا ينسى عهده ولا ينقض وده.
ناپیژندل شوی مخ