رسالة في رؤية هلال ذي الحجة

Ibn Rajab al-Hanbali d. 795 AH
5

رسالة في رؤية هلال ذي الحجة

رسالة في رؤية هلال ذي الحجة

پوهندوی

أبو مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

خپرندوی

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

د ایډیشن شمېره

الأولى، الرسالة الرابعة والعشرون

د چاپ کال

۱۴۲۴ ه.ق

د خپرونکي ځای

القاهرة

يوم يفطر الناس". رواه الإمام أحمد، عن ابن نمير وابن فضيل، كلاهما عن الأعمش، عن أبي إسحاق به، خرجه عنه ابنه عبد الله في كتاب "المسائل" وخرّجه أيضًا عبد الله، عن أبيه، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عطية ومسروق قالا: "دخلنا عَلَى عائشة" في اليوم الَّذِي يشك فيه الأضحى، فقالت: خوضي لابني سويقًا وحليه، فلولا أني صائمة لذقته. فقِيلَ لَهُا: يا أم المؤمنين، إِن الناس يرون أن اليوم يوم الأضحى! فقالت: إِنَّمَا يوم الأضحى يوم يضحي الإمام وجماعة الناس" (١) وكذا رواه شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عطية، ومسروق عن عائشة بنحوه عنهم. ورواه دلهم بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي عطية ومسروق، عن عائشة. واختلف عليه في رفع آخر الحديث، وهو "إِنَّمَا الأفضحى يوم يضحي الإمام" فمن أصحابه من رفعه عنه وجعله من قول النبي ﷺ، ومنهم من وقفه عَلَى عائشة، وهو الصحيح. ورواه أيضًا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة بنحوه موقوفًا أيضًا. فهذا (الأثر) (*) صحيح عن عائشة ﵂ إسناده في غاية الصحة، ولا يعرف لعائشة في ذلك مخالف من الصحابة، ووجه قولها أن الأصل في هذا اليوم أن يكون يوم عرفة؛ لأنّ اليوم المشكوك فيه، هل هو من ذي الحجة أو من ذي القعدة: الأصل فيه أنه من ذي القعدة، فيعمل بذلك استصحابًا للأصل. ومأخذ آخر: وهو الَّذِي أشارت إِلَيْهِ عائشة ﵂، أن يوم عرفة هو يوم مجتمع الناس مع الإمام عَلَى التعريف فيه، ويوم النحر. هو الَّذِي

(١) وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٧٣١٠) من طريق آخر عن مروق أنه دخل هو ورجل معه عَلَى عائشة. (*) أثر: "نسخة".

2 / 602