في كتابه «اعترافات»، علق روسو على اكتشافه أيضا، في البندقية، أن «كل شيء يعول بالكامل على السياسة»؛ ولذلك فإن «الشعوب في كل مكان هي نتاج ما يريده من يحكمونهم منهم» (الأعمال الكاملة، المجلد الأول؛ اعترافات). وكان روسو مقتنعا بأن البشر ليسوا أشرارا بطبيعتهم، لكنهم باتوا كذلك بشكل متكرر جدا تحت وطأة الحكومات العقيمة التي أنتجت الرذائل. وإذا كان كل شيء يعول على السياسة، فمن الممكن عزو الشخصية السوية لبني وطنه الجنيفيين من ناحية، والفساد الأخلاقي لجمهورية البندقية التي كانت لها مكانة مرموقة في فترة من الفترات من ناحية أخرى، لنفس السبب. إثر إقامته في البندقية وعودته إلى باريس، عاصمة أعظم الممالك آنذاك، كان روسو في موقف يسمح له بالمقارنة بين أعمال ثلاثة أنظمة سياسية مختلفة جدا، يتحمل كل منها مسئولية تشكيل شخصية شعبها. ولاحت أول فرصة له للربط بين أفكاره عن اضمحلال الثقافة والجذور السياسية للرذيلة في عام 1749 عندما كتب مقالته «خطاب حول الفنون والعلوم». قال روسو في مقالته إنه بينما كان أسلافنا أقوياء، نجد أن الغلو في الفخامة والرخاء استنفد حيويتنا وجعلنا عبيدا للمظاهر الخارجية للحضارة. لقد أنتجت أسبرطة أمة قوية؛ لأنها لم تكن مهتمة بالفنون والعلوم، بينما عجزت أثينا الدولة العتيقة الأكثر تحضرا عن الحيلولة دون تحولها لدولة استبدادية، ولازمت الأبهة المتزايدة لروما وغيرها من الإمبراطوريات تراجعا في قوتها العسكرية والسياسية. في كل مكان، كان روسو يرى أن «الفنون والآداب والعلوم تنتشر انتشار أكاليل الزهور حول القيود الحديدية التي تثقل كاهل الرجال وتكبلهم» (الأعمال الكاملة، المجلد الثالث؛ الخطابات والكتابات السياسية المبكرة الأخرى). وبقدر غيره من الأفكار الأخرى الواردة في مؤلفاته اللاحقة، ظل هذا المبدأ - ألا وهو تحديدا أن «المعرفة» تنبع من «القوة» - بعد ذلك ركنا أصيلا في فلسفته. كان روسو قد استلهم هذا المبدأ من السفسطائيين القدماء ثم أعاد كل من ماركس ونيتشه صياغته بعد روسو، ومن ثم صار مبدأ محوريا للنقد ما بعد الحداثي لعصر التنوير بصفة عامة.
حصل روسو من خلال مقالته «خطاب حول الفنون والعلوم» على الجائزة الأدبية التي ألف المقالة لأجل الحصول عليها، وبين ليلة وضحاها تقريبا حولته الجلبة التي أحدثتها تلك المقالة من أديب مغمور شارف على منتصف العمر إلى أشهر سوط موجه للحضارة الحديثة. ومن بين العوامل الأساسية وراء سمعة تلك المقالة السيئة الطريقة التي قلب بها الرؤية السائدة في القرن الثامن عشر للصراع الملحمي بين الفضيلة والرذيلة. تحدث فولتير نيابة عن كثير من الرجال ذوي الآراء المستنيرة في عصره عندما ربط، في مؤلفه «رسائل فلسفية» وفي أعمال أخرى، ما بين الفضيلة وتقدم العلم والتعلم، وصور التحسن التدريجي للسلوك البشري في ضوء الصحوة البطيئة لأوروبا الحديثة من مستنقع عصور الظلام التي اتسمت بالخرافات والجهل. ولقد وضع ديدرو ودالمبير مؤلفهما «الموسوعة» على نفس هذا المنوال تقريبا. وفي المقابل، نجد أن روسو أشاد بمزايا العصر الذهبي القديم الهمجي الذي حرم منه البشر وضيعوه بسبب شهوتهم العمياء للتعلم. وبذلك لم يعط روسو الانطباع وحسب بميله إلى الهمجية وتفضيلها على الحضارة، بل بدا أيضا لمعاصريه المستنيرين وكأنه نسي أن المصدر الأساسي للشقاء والقنوط في العالم المعاصر، ألا وهو الكنيسة المسيحية، استقى قوته من الصوفية نفسها تقريبا التي عززها الجهل الذي أثنى عليه روسو في العالم القديم. شجب فولتير وأتباعه هذه الرؤية الخاصة ببراءتنا القحة، واتهموا روسو بالتخلي عن قضايا الإصلاح السياسي والديني التي كان حريا به أن يساندها لينتكس إلى حالة من الغباء الفج. لقد كان هذا التقييم لنظريته عن طبيعة الإنسان من عدة أوجه بعيدا كل البعد عن الصواب، لكنه ركز على أحد المبادئ المحورية لفلسفته، الذي أقر كثيرا بكونه المشكاة التي تستنير بها أعماله، ألا وهو أنه بينما يفعل الخالق كل ما هو خير، فإن البشر يفعلون كل ما هو شر وخسيس. لقد كان روسو يؤمن أن الشر هو التبعة الأساسية لأعمال البشر، إن لم يكن دوما غاية النيات البشرية.
في أوائل خمسينيات القرن الثامن عشر، انشغل روسو بشكل أساسي بكتاباته عن الموسيقى، ومواجهة اعتراضات بعض نقاد مقالته «خطاب حول الفنون والعلوم». ولقد كان يدين على نحو ما لهؤلاء الذين صرفوا انتباهه عن انحدار الثقافة ووجهوه بدلا من ذلك إلى الأثر الوخيم للعوامل السياسية والاقتصادية على الأخلاق ، ما دام أنهم رددوا، بحسب ما تراءى له، حقيقة اكتشافه المتعلق بالفساد الأخلاقي لجمهورية البندقية. بحلول خريف عام 1753، شرع روسو في صياغة نسخة جديدة وأكثر إحكاما من فلسفته التاريخية والتي فيها حمل مسئولية فسادنا الأخلاقي للسعي وراء اللامساواة لا الرفاهية، وفي هذه النسخة الجديدة أيضا تعاطى روسو مع علاقات السلطة التي تعمل على تأسيس الملكية الخاصة باعتبارها السبب الرئيسي للاضمحلال الأخلاقي للبشرية. فلا بد أن التخصيص المرخص به حكوميا للأراضي من قبل البعض على حساب الآخرين أفضى لا محالة إلى تأسيس المجتمع المدني بالمكر والإجحاف، هكذا زعم روسو في مقالته «خطاب عن اللامساواة» عام 1755 حيث استعرض هذا الطرح في سياق تاريخ افتراضي للجنس البشري حاول فيه أيضا تفسير الأصل الاجتماعي للعائلة وللزراعة، وصور أصول الأنواع المختلفة للحكم فيما يتعلق بالتوزيعات المجحفة للملكية الخاصة التي لا بد أنها كانت لها داعما.
في عملية الاستعراض الافتراضي للماضي هذه، طرح روسو العديد من الملاحظات المهمة لنظريته السياسية والاجتماعية التي لم يكن قد أفصح عنها من قبل. كانت الغاية من تأكيده الجديد على اعتبار تأسيس الملكية الخاصة، بدلا من السعي وراء الثقافة والتعلم، المصدر الرئيسي لفسادنا الأخلاقي؛ الطعن على ما اعتبره روسو أسس التشريع القانوني الحديث بدءا من جروشيوس وهوبز وحتى بوفندورف ولوك. لم يعارض أي مفكر قط من عصر التنوير هذا التقليد بشكل مباشر كما فعل روسو في «الخطاب» الثاني، ولم يطرح أي نقد خلال القرن الثامن عشر للآراء السابقة عن الطبيعة البشرية مثل هذا المفهوم الدرامي للتحول التطوري في سماتنا المجتمعية. علاوة على ذلك، فتفرقة روسو بين الإنسان البدائي والمتحضر في هذا العمل أمست تدور في فلك فكرة التمييز ما بين خصالنا الطبيعية والأخلاقية التي لم يتناولها من قبل. أصر روسو الآن على أن الأخلاق لا تنبع من الطبيعة البشرية، بل من تغير طبيعة الإنسان في المجتمع في ظل حالات اللامساواة الصارخة التي شكلت حياتنا على نحو مختلف تماما نوعيا عن التفاوتات الطبيعية البسيطة بيننا. يقول روسو في «خطاب عن اللامساواة» إن تأسيس الملكية الخاصة، أبعد ما يكون عن التعبير عن أفضل ما هو دفين في الطبيعة البشرية؛ شوه هذه الطبيعة وحول السعي وراء الشرف وتقدير الناس إلى ضرب خسيس ومحبط من المنافسة. إن التصوير الافتراضي لخصالنا الأساسية التي طرحها هنا لأول مرة جعلت الهمجي حقا يدنو من الحيوانات الأخرى بدلا من أن يقترب إلى الإنسان المتحضر، الأمر الذي أعطى روسو مجالا لتأمل الاختلافات بيننا وبين القردة العليا وغيرها من الرئيسيات. وصار روسو مؤمنا بأن البشر هم النوع الوحيد في العالم الطبيعي الذي يستطيع أن يصنع تاريخه الخاص، وأن سوء استغلال قدراتنا جعلنا بلا شك نحيا في المجتمع حياة أكثر توترا وبؤسا من غيرنا من المخلوقات.
لقد صادف «الخطاب» الثاني الوقت المناسب لممارسة أثر عميق على تطور الفكر الأوروبي في مجموعة متنوعة من المجالات، لكنه كان له في البداية أثر أقل عمقا على قرائه من عمله «خطاب حول الفنون والعلوم» أو «رسالة عن الموسيقى الفرنسية». ولكن، بالنسبة إلى المفكرين الذين كان متوافقا معهم في الرؤية قبل ذلك، فقد أكدت مقالته هذه وضاعفت مخاوفهم من أن خطابه الأول كان تعبيرا عن إيمان حقيقي من جانبه، وأنه لم يعد من الممكن النظر إليه كعضو في معسكر حلفاء التنوير أو التطور. ولا شك أن ضرورة تخلي روسو عن رفقة بعض أصدقائه القدماء أصبحت واضحة له، وهو الشخص الذي كان يشعر دوما بعدم الراحة وسط الملحدين والمتشككين. ولا مراء أن حماسه غير المألوف الذي كان يخفيه فقط بعض الاستحياء الذي كان يبديه وسط الناس مستلهم إلى حد ما من السيدة دي وارين، واعتبره بعض أصدقائه الباريسيين، وكذلك ديدرو نفسه في نهاية المطاف، دليلا على تظاهره بالورع وتكبره الشديد.
عندما بدأت الصراعات تشتعل بينه وبين رفاقه في أواسط خمسينيات القرن الثامن عشر، زعم أنه لم يعد يحتمل لامبالاتهم الأخلاقية. في البداية، أراد العودة إلى جنيف، لكن قرار فولتير بالاستقرار فيها أثناه عن هذه الخطوة. فبعد أن سجن مرتين في سجن الباستيل، كان فولتير يبحث فقط عن ملجأ يستطيع فيه متابعة اهتماماته دون أن يعرض نفسه لخطر كبير، وفي بيئة أكثر ملاءمة من عالم الملك فريدريش العظيم، ملك بروسيا، حيث الحراب لها الأفضلية على الكتب. لكن روسو أحس بأن ثمة دوافع خبيثة في هذا التعدي على مدينته الأم. وخشي روسو أن يحدث فولتير تحولا في الأخلاق الحميدة لبني وطنه، فيمسوا فاسدين شأنهم شأن الباريسيين، وأنه إذا عاد لمحل ميلاده فكان سيتعين عليه مواجهة الرذائل نفسها التي جعلته يفر من فرنسا. ولذا، فقد استقر رأيه على القبول بمعتزل ريفي اسمه ليرميتاج، يقع شمال باريس مباشرة في غابة مونتمورنسي، عرضته عليه السيدة ديبيني صديقة ديدرو التي كانت لفترة وجيزة راعيته وأقرب أصدقائه، رغم أنها تحولت لاحقا إلى واحدة من أشرس خصومه الذين عرفوه حق المعرفة. وبالتزامن مع وصوله إلى ليرميتاج في التاسع من أبريل عام 1756، بدأ روسو في الانفصال عن جميع المفكرين تقريبا الذين كانوا رفاقا له منذ أوائل أربعينيات القرن الثامن عشر. وسرعان ما حدث خلاف بينه وبين ديدرو الذي ألف مسرحية خلال تلك الفترة بعنوان «الابن غير الشرعي»، وكانت تتناول في جزء منها شرور العزلة، فاعتبرها روسو بادرة ازدراء شخصي من جانب ديدرو له. وعندما ألف فولتير في عام 1756 أشعاره عن القانون الطبيعي وزلزال لشبونة الذي حدث في العام المنصرم والتي سخر فيها من سذاجة الإيمان الأعمى بالعناية الإلهية وبأن كل شيء على الحال التي ينبغي أن يكون عليها، رد عليه روسو في مقالته «رسالة حول العناية الإلهية» بأن الرب ليس مسئولا عن الشر، وأن عالم المعاناة البشرية الذي يتذمر منه فولتير صنيعة البشر وحدهم. واتخذ الرد الساخر لفولتير على روسو (وكذلك على لايبنتس وبوب) شكل رواية أخلاقية ساخرة أطلق عليها اسم «كانديد».
بحلول عام 1758، كان روسو قد قطع كل علاقاته بشكل كامل برفاقه السابقين. وقبلها بعام واحد، خط دالمبير مقالة مهمة عن جنيف في المجلد السابع من «الموسوعة» دافع فيها عن تأسيس مسرح في تلك المدينة، ذكر فيها أن المسرح من شأنه الارتقاء بثقافتها، ومن ثم تعزيز التطور الأخلاقي لأهلها. واعتقد روسو بأن فولتير تآمر مع دالمبير في كتابة هذه المقالة، فوضع مقالته «رسالة إلى السيد دالمبير عن المسرح» لمواجهة محاولة إفساد أخلاق أهل مدينته، وفي نفس الوقت لمواجهة دالمبير نفسه. وهاجم روسو فن المسرح باعتباره يتنافى مع روح الحب الأخوي التي كانت شائعة، ويتعين استرجاعها الآن في مدينته الأم. وكما قرر أفلاطون استبعاد الجماليات الفاتنة ولكن المتكلفة في الوقت نفسه لملحمتي هوميروس من جمهوريته الفاضلة، كذلك فعل روسو في مقالته «رسالة إلى السيد دالمبير عن المسرح» حيث حاول الحفاظ على جنيف من السخرية الماكرة جدا لموليير الذي كان باستطاعته ببراعة أن يحيل استقامة أهلها وورعهم إلى شيطنة ونفاق عبر عروض ترفيهية ذات حيل خبيثة جاعلا أبناء المدينة فريسة لنواياه المراوغة، ومن ثم يستنفد حماس الأمة المندفع القح الذي تقوم عليه قوتها.
شكل 1-4: صورة ل «ليرميتاج» نقشها ديزيريه بناء على رسم لجوتييه.
وحدث أنه في الفترة التالية مباشرة لرحيله من باريس كتب روسو روايته «جولي أو إلواز الجديدة»، وهي الرواية الأشهر على الإطلاق في فرنسا خلال أواخر القرن الثامن عشر. لقد استلهم جزئيا هذه الرواية المكتوبة على هيئة رسائل عن آلام الحب المحبط في صراعه مع الواجب من روايات ريتشاردسون وبريفو، وتحتوي على بعض أرق المقاطع الغنائية عن الحب الرومانسي والرغبة العذبة، والبساطة الريفية. وإذا كانت مسرحية «كانديد»، إلى حد ما، استجابة فولتير الروائية لمقالة روسو «رسالة حول العناية الإلهية»، يجوز اعتبار مقدمة رواية «إلواز الجديدة» ملحقا لمقالة «رسالة إلى السيد دالمبير عن المسرح» التي أراد روسو في واقع الأمر توجيهها إلى فولتير. كتب روسو: إن «المسرح مهم في المدن الكبيرة، والشعب الفاسد بحاجة إلى مسرحياته. لقد كنت شاهدا على الأخلاق في زمني، ونشرت هذه الرسائل. ليتني أستطيع العيش في قرن يتسنى لي فيه أن أتخلص من تلك الرسائل!» (الأعمال الكاملة، المجلد الثاني؛ جولي أو إلواز الجديدة).
في الفترة ذاتها، أنهى روسو روايته «إميل» التي تضارع في الحجم تقريبا روايته «إلواز الجديدة»، وترتبط بها إلى حد ما ، ولا سيما أنها تنتهي كرواية، رغم أنها بدأت كأطروحة عن التربية. يبدأ الكتاب الأول من النص ببيان مبدأ عده روسو في أواسط خمسينيات القرن الثامن عشر عماد فلسفته بصفة عامة: «كل شيء يصنعه الخالق حسن، وكل شيء يفسد بين يدي الإنسان» (الأعمال الكاملة، المجلد الرابع؛ إميل، أو عن التربية). لقد كانت الفكرة الرئيسية لرواية «إميل» هي وضع خطة تربوية استنادا إلى الطبيعة لا الفن، يسمح فيها لميول ورغبات الطفل بالنمو، كل في الوقت المناسب لها، بدلا من أن تجبر على أن تتشكل قبل أوانها أو تعرض لسيطرة خارجية، بالتوجيه أو بالتلقين. رسم روسو هنا سردا وراثيا للنمو الروحي للفرد عبر خطوط تعكس منظوره الثوري، الذي عرضه في «الخطاب» الثاني، الخاص بانتقالنا من حالة الهمجية إلى حالة التحضر، رغم أنه صور هذا النمو في روايته «إميل» عبر صور للعاطفة والرغبة الجنسية بدلا من المنطق والسلطة. ولكن أثناء تشكل قدرات الطفل، فإن القاعدة التي تشير إلى أنه لا بد أن يعول أولا على الأشياء لا البشر تفتح أمامه إمكانية وجود نوع من التربية مختلف تماما عن ذلك الذي أفضى لا محالة إلى فساد الجنس البشري في الماضي. كانت رواية «إميل» أول أعمال روسو التي تشير إلى شكل من الاستقلال ما زال بالإمكان أن يحصل عليه الأفراد حتى داخل المجتمع الفاسد الذي هكذا يمكن الفكاك من قبضته عن طريق غرس الاعتماد على الذات. بالتالي، يقدم هذا العمل رؤية متفائلة حذرة، وإن كانت غير متحققة، حيال احتمال حدوث النمو المتصور، الأمر الذي لم يكن متجليا في كتاباته السابقة. لا شك أن هذا التغير الكبير في نبرته كان نابعا جزئيا من نجاح روسو في تحرير نفسه من بهرجة المجتمع الباريسي.
ناپیژندل شوی مخ