فوعدها بالكتابة إليها وانصرف إلى منزله، وهو لا يعلم أيفتكر بالمركيزة أم بباكارا، ولكنه جعل يفتكر فلا يجد غير المصاعب والأخطار.
وفي اليوم التالي وردته رسالة روكامبول وهي تتضمن إذن رئيس الجمعية له بالمراهنة على باكارا، فذهب إلى النادي الذي جرى فيه حديث الرهان، وأخبر جميع أصحابه أنه عزم على قبول الرهان، وفيما هو يفتخر سلفا بالفوز سمع البارون دي مينزف يقول لأحد أصحابه: انصحه كي لا يقبل الرهان.
فالتفت شاروبيم وقال: لماذا؟
فقال له البارون: ذلك لأن الكونت أرتوف قد سبقك إلى باكارا، وهذا كتاب منه يدعوني إلى الغداء معه عندها.
ثم أعطاه الكتاب، فقرأه إلى آخره ورده إليه وهو يبتسم ابتسام الهازئ، فقال له البارون: ألا تزال على عزمك؟ - بل زدت إصرارا، وسوف ترى لمن يكون النصر.
ثم برح النادي وذهب للقاء روكامبول حسب الاتفاق، فأخبره بما دار بينه وبين الأرملة، وكيف أن المركيزة انقطعت عن زيارة الأرملة بحيث لم يعد أمل بإغوائها إلا إذا تمكن من الاختلاء بها، فقال له روكامبول: ونحن لم يعد لنا من الوقت سوى سبعة أيام، فإذا لم نفز بعدها خسرنا كل شيء. أما هذه الخلوة فسنعدها لك. - متى؟ - في هذه الليلة عند الأرملة ملاسيس. - أيجب أن أكتب إليها؟ - لا حاجة إلى ذلك؛ فإنا أعددنا كل شيء، إلا أنه يجب أن تكون في منزلك في الساعة الثامنة.
وقبل أن يفترقا أخبره شاروبيم بما جرى له في النادي بشأن الرهان، وكيف أنه أخبر أصحابه بقبول هذا الرهان، فقال روكامبول في نفسه: إن أندريا يرى هذا الرهان مفيدا ولكني أراه ضربا من الجنون. ثم قال لشاروبيم: لقد أحسنت في قبولك؛ إذ لا بد لك من الفوز.
وفيما هما يتكلمان مرت بهما مركبة الكونت الروسي وباكارا، فقال له روكامبول: هذه فرصة مناسبة لإخبار الكونت بقبولك، فاذهب إليه لأن مركبته قد وقفت.
وكانت باكارا قد اتفقت مع الكونت على أن تطمع شاروبيم بها لأغراض لها ستظهر في سياق الكلام، فلما قابلها شاروبيم هشت له وأكرمته، فأخبر الكونت أنه قبل برهانه، أما باكارا فإنها لم تظهر شيئا من الاستياء، بل إنها قالت لشاروبيم حين انصرافه: إنكما الآن بمثابة الخصمين إذا تبارزا وجب أن يكونا متكافئين بالسلاح، ولهذا فإني أأذن لك كما أذنت للكونت أن تجيء إلى منزلي متى أردت كي لا يمتاز عنك في شيء.
فشكرها شاروبيم، ثم قبل يدها وانصرف.
ناپیژندل شوی مخ