فنظر السير فيليام، ورأى غرفة كبيرة جميلة الأثاث حسنة الظاهر، فسأل: لمن هذه الغرفة؟
فقال له كولار: هذه لرئيس عصابتي كوكيلات، وهو رجل حسن الصيت، وجميع سكان هذا الشارع يحسبونه متمولا متنحيا عن الأشغال، ويغبطونه لسعادته مع امرأته التي اشتهرت عند الجميع بالفضيلة. - حسنا، أين كوكيلات الآن؟ - ستراه عن قريب.
ثم وضع إصبعه بفمه وصفر، ففتح الباب ودخل رجل هزيل يناهز الخمسين من العمر، حاد النظر، مقطب الجبين، فانحنى مسلما، ونظر إلى كولار مستفهما.
فقال له كولار: إن هذا هو الرئيس.
وقال للسير فيليام: هذا هو كوكيلات.
وبعد أن فحصه السير فيليام أشار إلى كولار أن يصرفه.
فقال له كولار: إني ضربت موعدا لرفاقك في الساعة الأولى بعد منتصف الليل، وقد حان الوقت، فاذهب إلى لقائهم، أما أنا فسأبقى هنا مع حضرة الرئيس لقضاء بعض المهام.
فانحنى كوكيلات وانصرف.
أما السير فيليام فإنه جلس مع كولار أمام الثقب، وأقام ينتظر وفود العصابة، ولم يطل مكثهما حتى طرق الباب، وأخذ رجال العصابة يتوافدون تباعا، وكولار يصف كل واحد منهم بين مقامر ومزور وخاطف ومخادع ومفتح أقفال ومسجل وضخم الجثة فتاك، وغيرهم من أبناء الشر والوزر إلى أن أتم عددهم، وبلغ إلى التسعة، وبعد أن استعرض السير فيليام هذه العصابة قاله له كولار: أتريد أن يروك؟ - كلا. - لماذا؟ ألست راضيا عنهم؟ - ليس ذلك، ولكني أحب أن لا يراني أحد منهم، وأن لا تصلهم أوامري إلا بواستطك، وسنبحث غدا في شئونهم، ونجد لكل واحد منهم عملا يوافق مهنته ، والآن إني ذاهب وسأراك غدا في نفس المكان الذي رأيتك فيه هذه الليلة وبنفس الساعة.
ثم ودعه وخرج.
ناپیژندل شوی مخ