234

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

أما الأميرة فإنها جرت على الخطة التي رسمتها لها تلك النورية الجهنمية، فتظاهرت بالعفو عن كريتشن والإشفاق عليها، وتوددت لها توددا عظيما أنساها ما هي فيه.

أما الكونت فإنه حين رأى الأميرة دخلت إلى غرفة كريتشن أسرع بالفرار من وجهها اتقاء لبوادر غضبها وهاجر إلى باريس، فذهب إلى قرية في الضواحي تدعى ماريس.

وهناك لقيه راوول وبادره بالحديث قائلا: إن سبب زيارتي يا سيدي الكونت لا يخطر لك في بال، ولكني أقول لك إني كنت صديق المركيز دي فلارس.

ولم يكن الكونت يعرف شيئا من تاريخ كريتشن فقال: إني لا أعرف هذا المركيز. - إن المركيز يا سيدي والد كريتشن، تلك الفتاة المنكودة التي أغويتها.

فاصفر وجه الكونت وقال: كريتشن! - نعم، ولا بد لك الآن أن تكون علمت سبب زيارتي. - ولكن يا سيدي ...

فقاطعه راوول وقال: لا سبيل إلى الاعتراض فيما لا يفيد؛ إذ يجب عليك أن تتزوج هذه الصبية وترد لها شرفها. - يسوءني جدا يا سيدي أن أرفض هذا الطلب؛ لأنه مستحيل، ولكني ...

غير أن راوول لم يدعه يتم حديثه، بل صفعه على وجهه فانقطع سيل المحادثة والمخابرة، ولم يعد بد من المبارزة بعد الصفعة.

وكان المنزل الذي اختبأ فيه الكونت من غضب الأميرة محاطا بحديقة متسعة.

وقام الاثنان إليها وكلاهما يتقلد سيفه، وجرت بينهما مبارزة عنيفة، فتقارعا بالسيفين مدة طويلة دون أن يفوها بكلمة، إلى أن وجد سيف راوول سبيلا إلى صدر الكونت فاخترقه، وسقط الكونت مجندلا والدم يتدفق من فمه.

غير أن الكونت لم يمت، فحمله راوول إلى سريره، ولما ذهب الخادم لإحضار الطبيب أشار الكونت إلى راوول كي يدنو منه، وقال له بصوت متقطع: أرجوك يا سيدي أن تصفح عني، فقد أبيت الزواج بكريتشن لأني متزوج.

ناپیژندل شوی مخ