224

روکامبول

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

ژانرونه

إلا أني لقيت منها ما أثناني عن هذا العزم، فإنها أظهرت لي حنوها عليك وحبها إياك والدموع تذرف من عينيها، ودلائل الصدق بادية في لهجتها، ثم قالت لي: إني لست سفاكة ولا أنا من أهل الانتقام، وإني أصلح ما أفسده آبائي بذلك الحقد القديم ويكون ذاك الإصلاح بإحساني إلى هذه الصبية.

ثم تنهدت وقالت: والآن خذها إذا شئت، ولكني أقسم لك بالله العلي أني لا أنتقم منها قياسا على ما جرت عليه أسرتي مع أسرتها، بل إني أحبها كما تحب الأخت أختها.

وهنا عادت إلى البكاء فلم يبق لدي شك بصدق نيتها وسلامة طويتها.

هذا ما أعلمه من سر عائلتك وأنت تعرفين البقية، فانظري الآن في أمرك، فإذا كنت خائفة فارجعي إلى باريس وأقيمي فيها بحماية ذينك الحارسين، وإذا كنت واثقة من ولاء الأميرة فابقي في قصرها.

فخطر لكريتشن في تلك الساعة الكونت دي مازير وقالت لفريتز: بل أبقى مع الأميرة فإن ثقتي بها شديدة.

وإنما أرادت البقاء مع الأميرة لهيامها بالكونت دي مازير. - إذن عولت على الرجوع إلى ألمانيا؟ - نعم. - ليحرسك الله ويقيك شر الأعداء.

وفي اليوم التالي سافرت الأميرة مع كريتشن إلى ألمانيا فوصلت إلى ميونخ بعد ثمانية أيام، وكان الكونت قد زاد هياما بها وهي بلغت في هواه حد الجنون.

فلما وصلت أورور في قراءة هذا الدفتر إلى هذا الحد، وضعت رأسها بين يديها وقالت بصوت منخفض تكلم نفسها: ترى من هو فريتز هذا الوارد ذكره في هذا الدفتر؟ لعله بنيامين؟

فأجابها بنيامين ذاك الخادم العجوز الأمين وهو واقف وراء كرسيها: نعم يا سيدتي، أنا هو فريتز، وسأخبرك ببقية الحكاية المؤثرة.

فوضعت أورور الدفتر على الطاولة وأصغت إلى حديث بنيامين.

ناپیژندل شوی مخ