إن هذه الوصيفة كانت تبلغ عمر سيدتها الكونتس، وهي ليست على شيء من الجمال، ولكن في عينيها سر عجيب ولنظراتها تأثير غريب.
وكانت من إحدى قبائل النور، قدمت إلى باريس في صباها تلتمس الرزق، فاقتبست في تلك العاصمة من الدهاء والحيلة ما جعلها في طليعة الماكرات من بنات حواء.
وبعد أن ارتكبت جميع أنواع الموبقات، سنحت لها فرصة فاتصلت لدهائها بوالدة لوسيان وكانت لها وصيفة دون أن تعرف حقيقة ماضيها، فلم يمض بها ردح من الزمن حتى باتت سيدة القصر المطلقة لها الكلمة النافذة والقول الفاضل فيه، حتى إن لوسيان نفسه كان يخشاها والكونتس لا تخرج في شيء عن رأيها.
ولم يكن دخولها في خدمة الكونتس إلا لمآرب لها، فقد وقفت لمكرها على أسرار الكونتس، وكانت تعرف مصطلحات فن التنجيم فكانت تتذرع بها إلى بلوغ غاياتها.
فلما دخلت إلى الكونتس وقالت لها: إن الكونت يعتقد أيضا أنك أنت سارقة الصندوق.
ساد السكون هنيهة بينهما، ثم قالت لها الكونتس: لقد تقدم لك أنك ألمت لي مثل هذا القول، فكيف تبرهنين عليه؟
فقالت لها النورية: على ماذا تريدين البرهان؟ أعلى اعتقاد الكونت أنك السارقة؟
قالت: نعم.
فجلست تنوان النورية قربها وقالت لها: إذن فاعلمي أن والد أورور نفسه قال لي هذا القول. - متى؟ وكيف كان ذلك؟ - إني ذهبت برسالة إلى مدموازيل أورور فلم تكن ساعتئذ في القصر لانشغالها بالصيد، فلقيني أبوها واستقبلني استقبالا حافلا وأجلسني بجانبه، ثم جعل يسألني الأسئلة العديدة، فكان مما قاله لي: أتعلمين يا تنوان أن سيدتك تعيش عيش اقتصاد لا ينطبق على ثروتها الطائلة؟
فقلت له: ولكن ثروة سيدتي لا تزيد عن ثروتك، فقد اتصلت إليكما من مصدر واحد واقتسمتماها على السواء.
ناپیژندل شوی مخ